رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

بين لـ"المغرب اليوم" أنَّ الإرادة الحقيقية لا تعرف المستحيل

رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة

رائد الريفي
غزة – حنان شبات

أكد الشاب رائد الريفي، أنَّ الإعاقة البصرية لا يمكن أن تعيق الإنسان من العمل واستكمال حياته بشكل طبيعي، مشيرًا إلى أنَّ الإصرار والطموح بالإضافة للأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة تدفعه للعمل في مهنة تصليح السيارات.

رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة

وأوضح الريفي (37عامًا) في حديث مع "المغرب اليوم " أن مهنة تصليح السيارات والمعروفة بـ"السمكري" في غزة هي مهنته الأساسية منذ حوالي 25 عامًا، مشيرًا إلى أنَّها مصدر الرزق الوحيد  له ولعائلته، منوهًا بأنه معروف بين أصحاب الورش والسائقين في غزة حيث تعتبر ورشته من أفضل ورش تصليح السيارات ويقصدها الكثير من السائقين لتصليح مركباتهم.

وأضاف أنَّ سبب فقدانه نعمة البصر بسبب تعرضه تعرض لجلطة في شرايين العين، قبل أربعة أعوام، أفقدته الرؤية تمامًا، مشددًا على أنه لم يفقد إصراره على إكمال عمله في حرفة إصلاح السيارات التي أتقنها وتعلمها منذ طفولته حيث تعلمها وهو في سن الثانية عشر ربيعًا .

وتابع: "تعالجت كثيرًا، وسافرت إلى بلدان مختلفة، لكن لم تفلح كل العمليات التي أجريتها لإعادة بصري، وفي البداية كان الأمر مؤلمًا وصعبًا بالنسبة لي، أن أفقد بصري، لكن سرعان ما تأقلمت مع وضعي، وواصلت العمل في إصلاح السيارات، مستفيدا من خبرتي خلال الأعوام الطويلة الماضية".

وأشار إلى محاولات عائلته وأقاربه العديدة والمتكررة لثنيه عن العمل داخل الورشة، خوفا عليه من أن يتعرض للأذى ، منوهًا إلى أن هذه المحاولات سرعان ما تلاشت بعد أن أقنع الجميع أنه قادر على مواصلة عمله .

ويعتمد الريفي في ورشته على اثنين من العمال يفعلان ما لا يستطيع، كلحام الحديد، وقصه، لما قد يتسبب له بأذى جسدي، بالإضافة إلى معونته بعض الأدوات والمعدات خلال التصليح.

ولفت إلى أنه يستطيع معرفة ما تحتاجه السيارة من تصليح من خلال استفساره من صاحب المركبة، وتعرفه على الطريقة اللازمة لتصليحها من خلال الخبرة التي يمتلكها والتي تساعده كثيرًا، بالإضافة إلى مساعدة عماله، مشيرا إلى أنها يستطيع تعديل بعض السيارات واستخدام المطرقة والأدوات اللازمة بناءً على الخبرة التي لديه.

وشدَّد على أنَّ كثيرا ممن يأتون إلى الورشة لا يصدقون أنه يصلح السيارات لاسيما أنه كفيف البصر، مشيرًا إلى أنه في الوقت نفسه يقصده الكثير سواء أصحاب ورش أو سائقين لتصليح بعض القطع أو المركبات، حيث يعتبر من أفضل من يقوم بها مثل تعديل ما وصفه بـ"المليمترات" والتي لا يستطيع الكير من الميكانيكيين تعديلها رغم أنهم مبصرون.

وتابع: "بالرغم من أنني كفيف وحرمت من نعمة البصر، لم أتوقف عن مواصلة إصلاح السيارات، وكثير من أصحاب المركبات التي تتضرر يأتون بها إلى ورشتي، في البداية قد يشعر أحدهم بالقلق، لكن بعد رؤيتهم العمل النهائي يزول الشك، ومع أنني آخذ وقتًا أطول في تصليح المركبات مما كان يستغرقه سابقا، إلا أن ورشتي الحمد لله ما زال الكثير من زبائني يقصدوني لتصليح مركباتهم، ويؤكدون أن الكثير من المبصرين لا يتقنوا عملهم مثله".

وشدَّد الريفي على أنَّ الأوضاع الاقتصادية أجبرته على مواصلة عمله الشاق، لاسيما أنه مسؤول عن عائلة مكونة من  ستة أفراد أربع بنات وولد وأمهم، أكبرهم عمره 12 عامًا وأصغرهم ثلاثة أعوام لم يتمكن من رؤيته، مشددًا على أن مواصلته لمهنته وعمله يوفر له ولأسرته لقمة العيش، ويمنعهم من مد يد الحاجة.

واسترسل: "طالما أنَّ الله أكرمني بنعمة الصحة والقدرة على العمل سأواصل ذلك لأطعم أولادي، والحمد لله هنا الكثير من الناس الذين يرون بأعينهم ولا يجدون فرصة واحدة للعمل"، منوهًا إلى حلمه الوحيد هو أن يعود له بصره ويرى أولاده مرة أخرى، بخاصة أن زوجته حامل وستضع مولودها في الأسابيع القليلة المقبلة.

ووجه رسالة إلى كل شباب غزة خصوصًا من يعانون من إعاقة، بألا يستسلموا لحاجز الإعاقة وأن يعلموا بأن يكونوا عناصر فاعلة ومنتجة في المجتمع.

رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة رائد الريفي كفيف تفوق على الكثير من المبصرين في قطاع غزة



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 17:44 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار مانكوت إلى 54 قتيلا

GMT 06:22 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

"بوراكاي" غيمة صيفية تتلألأ على شواطئ الفلبين

GMT 07:54 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مكمل غذائي جديد لعلاج المفاصل التي فقدت نشاطها في باريس

GMT 05:45 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

امرأة تهزم فوبيا الطعام عن طريق لعبة كمال الأجسام

GMT 09:25 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

«نيوم» توفر أول الفرص الاستثمارية في مشروعها

GMT 14:22 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حفل فني لفرقة الموسيقى العربية على مسرح سيد درويش

GMT 01:12 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

مجمع البحوث الإسلامية يوضّح ماهو سيد الاستغفار

GMT 07:36 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

200 مليون دولار لدعم الزراعة العضوية في السعودية

GMT 05:55 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

"ميتسوبيشي" تطرح "إكليبس كروس" المميزة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya