أم الليبيات قصة معلمة تكرس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

تتلقى العلم باللغتين الفرنسية والتركية

أم الليبيات قصة معلمة تكرس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أم الليبيات قصة معلمة تكرس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال

حميدة العنيزي الملقبة بـ"أم الليبيات "
طرابلس - نعم ليبيا

تكريس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال والارتقاء بالمجتمع، وحمْل هم المرأة الليبية في زمن قاس كان فيه تقبل أفكار التطوير ليس بالأمر الهين.

الطفولة والتعليم

العنيزي المولودة في العام 1892، في بنغازي، التحقت بالمدارس التركية ونالت الشهادة الراشدية ثم أرسلت إلى اسطنبول لإكمال تعليمها العالي، وكانت تتلقى العلم باللغتين الفرنسية والتركية، ونالت دبلوم المعهد العالي في التدريس، وأثناء وجودها في تركيا تلقت عرضا للعمل في مدينة جدة السعودية إلا أنها آثرت العودة إلى الوطن، لكن العدوان الإيطالي على ليبيا أخر عودتها عاما آخر.

العودة إلى الوطن

وفي أول فرصة لها، شدت العنيزي الرحال إلى أرض الوطن حاملة معها “خطة جهاد” على طريقتها الخاصة. وبعد رفض والدها العمل في المدارس الإيطالية قررت استكمال الدراسة وهذه المرة لإجادة اللغة العربية، لتصبح حصيلتها من اللغات (اليونانية والفرنسية والتركية والعربية والإيطالية).

بداية مشوار التعليم

ولأن الوطنية تجري في عروقها، لم ترضى العنيزي أن يبقى العلم الذي تشرّبته حبيس صدرها، وهي ترى الفتيات والنساء يعانين من الأمية وغياب المعرفة، فدعت بنات الأسرة والجيران إلى بيتها في منطقة سوق الحوت لتبدأ معهن بمرحلة الإعداد وتعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن والتطريز والحياكة، سجل لها التاريخ بأنها أول معلمة ليبية للتعليم الابتدائي في بنغازي، وأول مديرة ليبية لمدرسة للبنات في عهد الإدارة العسكرية البريطانية.

الزواج

ولزواجها من عبدالجليل العنيزي في العام 1920 قصة أخرى بدأت من إحدى طالباتها وهي خيرية العنيزي ابنة عبدالجليل، والتي حدثت والدها عن معلمتها العربية التي تتحدث التركية مثلها وتختلف عن نساء المنطقة في الملبس والسلوك، ويبدو أنه نشأت بين عبدالجليل وحميدة علاقة مميزة جعلت الأول يتقدم لزواجها بعد وفاة زوجته التركية، لتبدأ مرحلة جديدة من حياة هذه المرأة.

نشاط إنساني

وفي جانب العمل الاجتماعي والنسائي، قامت حميدة العنيزي بتأسيس عدد من الجمعيات الاجتماعية والنسائية من بينها أول جمعية نسائية في ليبيا، ومثلت مع غيرها من أعضاء الجمعية، المرأة الليبية في المحافل الدولية والعربية وترأست المرأة الليبية في هذه المؤتمرات، كما عملت أن يمتد نشاطها وأن يتعدى حدود بنغازي، فأنشأت فروعا للجمعية في البيضاء ودرنة وطبرق.

جمعية نسائية

وبعد نجاحات تحققت هنا وهناك، وثقة أخذت في التمدد وسمعة وصلت كل ربوع الوطن وخارجه، قررت حميدة بناء مقر جديد للجمعية النسائية بحي السكابلي، ضم أول قاعة للأفراح في بنغازي وربما في ليبيا، ولأهمية هذه الجمعية زارتها عملاقة الطرب المصري الفنانة أم كلثوم.

شهادات عديدة ما تزال تُرى إلى هذا اليوم من طالبات “أبلة حميدة” وشريكاتها في الجمعيات، تعكس مدى الجهد الذي قامت به لتغرس في نفوس من حولها قوة التأثير وحب العمل والإيمان بالمبادئ وأنها سر النجاح.

تجربة الكشافة

وفي العام 1960 اتصل منصور الكيخيا مفوض كشاف برقة، مع حميدة العنيزي يطلب الدعم من خلال تشجيع الفتيات على الانضمام إلى الحركة الكشفية، وبقوة تأثيرها على المجتمع النسائي وسمعتها الطيبة، توجهت إلى أولياء أمور الطالبات الراغبات في الالتحاق بالحركة وأقنعتهم بمبادئ وأخلاقيات الكشافة السامية.

تكريم متأخر

تقلدت “أبلة حميدة” وسام رفيع الشأن في العام 1968، كما منحت في 1989 بعد وفاتها، وسام الريادة، وتم إصدار طابع بريد يحمل صورتها التي كانت في قلوب الليبيين قبل ذلك.

أم الليبيات

 “أم الليبيات”، أو “أم الليبيين”، هكذا يحلو للبعض أن يسمّي حميدة العنيزي، بالنظر إلى دورها الإنساني والاجتماعي، حتى أن ثقة الناس بها جعلتهم يلجأون لها لحل الخلافات الأسرية.

وداع حزين

وكما لكل بداية نهاية، توفيت حميدة العنيزي في 12 أغسطس 1982، وضم ثرى مقبرة سيدي اعبيد جثمانها، ليبقى صداها مدويا في الذاكرة الليبية إلى يومنا هذا.

قد يهمك ايضا

تعرف على أبرز مخاطر إهمال الزوج لمشاعر زوجته

التخلي عن القهوة قد أن يؤدي إلى الانتكاس والتأثير على الجسم

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم الليبيات قصة معلمة تكرس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال أم الليبيات قصة معلمة تكرس الجهد والوقت لإنشاء الأجيال



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 08:52 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عطر Incredible Things توقيع تايلور سويفت يجعلك نجمة جذابة

GMT 02:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

محلات "DISTINGUE" تكشف عن مجموعة جديدة من الفساتين السواريه

GMT 15:04 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الرجاء من منحة النقل التلفزيوني

GMT 05:33 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نظرة إلى الصراع المتنامي بين "القاعدة" و"داعش" في سيناء

GMT 22:57 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

السيول تجرف 424 قرية في ولاية سنار السودانية

GMT 16:02 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جريندو أرقام قياسية وألقاب عدة مع الرجاء والمنتخب

GMT 04:30 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعديل السيارات بين اللمسات الشخصية والمخالفات القانونية

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

حلويات رمضان2016: طريقة عمل الكنافة بالنوتيلا

GMT 18:35 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"ناميكا" شابة ناظورية يسطُع نجمها في سماء الفن الألماني

GMT 08:20 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"سناب شات" تطلق ميزة جديدة لعرض المزيد من المعلومات

GMT 10:21 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

اللبن مفيد لمحاربة التسوس

GMT 04:44 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

شيماء مصطفى تصدر مجموعتها "ديوان الورد"

GMT 20:27 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الجماهير المغربية تهاجم خاليلوزيتش

GMT 21:44 2019 السبت ,04 أيار / مايو

وزير الداخلية الإسرائيلي يختبئ في ملجأ
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya