داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

داليا مجدى عبد الغنى تكتب" الثأر الشرعى"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - داليا مجدى عبد الغنى تكتب

الثأر الشرعى
القاهرة_ المغرب اليوم

 

من أصعب المشاعر التى تواجه الإنسان فى حياته هى الاضطهاد، فهذا الشعور إذا تَوَلَّدَ بداخل إنسان ونال منه، يجعله يرفض كل من حوله، لاسيما لو شعر بعجزه عن استرداد حقوقه، والاقتصاص لنفسه، فيظل هذا الشعور راسخًا فى وجدانه، ومُتعمقًا داخل عقله الباطن، وللأسف، كلما كَبُرَ الإنسان فى السن، كلما ازداد هذا الشعور بداخله، لدرجة أنه يكون شديد الحساسية تجاه الآخرين، وربما يفهم الكثير من تصرفاتهم بصورة خاطئة، ويُترجم سُلوكياتهم، بما لا يتماشى مع أغراضهم الحقيقية؛ والسبب فى ذلك، هو أنه عندما تعرض للاضطهاد فى بداية حياته، لم يَثْأرْ لنفسه، أو حتى يعترض؛ بسبب ضعف موقفه حينذاك، ولكى نتجنب هذه المشاعر السلبية، ولا نجعلها تترسخ بداخلنا، علينا أن نُفرغ الطاقة السلبية فورًا؛ حتى لا تتراكم بداخلنا مع مرور الوقت، وتصبح جُزءً لا يتجزأ منا، ويمكن أن يحدث ذلك لو تعلمنا كيف نرد الإهانة بما لا ينال منا أو يُحْسَب علينا.ومن لا يعرف "نيلسون مانديلا"، الذى شغل منصب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، منذ عام 1994 حتى 1999م، فحين كان يدرس الحُقوق فى الجامعة، كان أحد الأساتذة العنصريون، ويُدْعى "بيتر"، وقد كان أبيض البشرة، وكان يكره "مانديلا" بشدة، وفى أحد الأيام، كان الأستاذ "بيتر" يتناول الغذاء فى مطعم الجامعة، فاقترب من "نيلسون مانديلا" حاملاً طعامه، وجلس بجواره، فقال له الأستاذ "بيتر": "يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسون معًا ليتناولا الطعام"، فنظر إليه "مانديلا"، وقال بهدوء: "لا تقلق يا استاذ، فسأطير بعيدًا عنك"، ثم ذهب وجلس على طاولة أخرى، فلم يتحمل الأستاذ جواب "مانديلا"، فقرر الانتقام منه، وفى اليوم التالى، طرح الأستاذ "بيتر" فى المُحاضرة سؤلاً على "مانديلا"، قائلاً: "سيد مانديلا، إذا كنت تمشى فى الطريق، ووجدت صُندوقًا، وداخل هذا الصُّندوق كيسين، الكيس الأول فيه المال، والكيس الثانى فيه الحكمة، أى كيس تختار؟"، ومن دون تردد أجابه "مانديلا": "طبعًا، سأختار كيس المال"، ابتسم الأستاذ، وقال ساخرًا منه: "لو كنت مكانك لاخترت كيس الحكمة"، بكل بُرود، أجابه "مانديلا": "كل واحد يأخذ ما يحتاجه".
 وفى هذه الأثناء، كان الأستاذ "بيتر" يستشيط غضبًا وحقدًا، لدرجة أنه كتب على ورقة الامتحان الخاصة بـ"مانديلا" "غبي"، وأعطاها له، أخذ "مانديلا" ورقة الامتحان، وحاول الاحتفاظ بهدوئه، وبعد بضعة دقائق، وقف "مانديلا"، واتجه نحو الأستاذ، وقال له بنبرة مُهذبة: "أستاذ بيتر، لقد وَقعتْ الورقة، ولكنك لم تضع لى أى علامة"، فلا شك أن كل مُحاولات "مانديلا" فى الحصول على حقة، والثأر لنفسه فى ذات اللحظة، هى التى جعلته شخصية مُتوازنة، لدرجة أنه أصبح من أهم السياسيين الثوريين، حتى أصبح رئيس جنوب إفريقيا؛ وذلك لأنه لم يدع لمشاعر الاضطهاد أن تتراكم بداخله، وتسلُبه ثقته فى نفسه وفى الآخرين، فكان دائمًا ما يُفرغ تلك الطاقة السلبية، بمجرد مُهاجمتها له، فإذا كانت فكرة الثأر فى حد ذاتها مرفوضة، ولكن فى بعض الأحيان، تكون هى الحل الأمثل، لاسيما لو كانت للحفاظ على الكرامة، ولو كانت بالأسلوب اللائق الذى لا يتسبب فى المزيد من الخسائر، فهذا حقًا هو الثأر الشرعى.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 07:57 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الفنان المصري محمد خيري بعد أزمة صحّية عن 77 عامًا

GMT 21:24 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

هاني أبو النجا طليق نيللي كريم يهنئها بعيد ميلادها

GMT 13:54 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجدة الرومي تهدي أغنيتها المرتقبة إلى روح والدتها

GMT 04:53 2017 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

إيما واتسون تظهر جزءًا من صدرها في فستان أسود

GMT 03:59 2016 الإثنين ,07 آذار/ مارس

فوائد عشبة الجنكة لصحة خسارة الوزن

GMT 21:57 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تعالجين انتفاخ تحت العين

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 03:36 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية الكويتي يلتقي برلمانية أوروبية

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"

GMT 06:14 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

Valentino Haute Couture Spring/Summer 2016
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya