عن تلك التي لم يٌغْفَر لها
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

عن تلك التي لم يٌغْفَر لها..!

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عن تلك التي لم يٌغْفَر لها..!

بقلم : محمد الوكيل
تلك، صديقي، حكاية ما عن تلك التي انضمت لأرضنا يومًا ما قبل عشرين عامًا ربما. دم جديد يُلامِس الأرض وروح جديدة جُعْلَت في جسد وعقل تم إخضاعهما بأسرع ما يمكن.. كيف يجعلون لها صوتًا أصلاً، هم الذين تربوا جيلاً بعد جيل على أنهم ليسوا عائلة وإنما مصنعًا للبشر الآليين..؟ هكذا كانت هي النموذج الجديد.. بُرمِجَت على قوانينهم، حُرِمَت من كل ما داخل العقل وربما بعض ما داخل القلب من جمال، فتخلّف الكثير من العطب مما يسمونه في مصطلحات الناس (توتر، قلق، خوف، يأس، اكتئاب).. حاولوا كثيرًا، هم المتخصصون في إصلاح أعطاب آلاتهم، إصلاح هذا بقليل من الاهتمام.. يهمهم فقط أن تنتج آلة جديدة رائعة الشكل تفعل كل ما يشاؤون.. منذ متى كنتَ تهتمّ أن يشعر هاتفك المحمول بالملل من فرط استعمالك؟ بذلوا حياتهم كلها فقط لتستمر هي.. فقط لتستمر في الحياة وتستمرّ في إرضائهم، تستمرّ في تألقها كنموذج جديد مرموق محسود للآلات البشرية الناجحة دومًا القويّة (المظهر) دومًا.. استمرت في الخارج تقاتل لأجلهم، وفي الأعماق تقاتل لأجلها.. معركة فاشلة غير متكافئة، آلة تحاول هزيمة صانعيها..! هكذا تستمر معارك الخارج وتنتصر هي فيها كلها، وتكتسب فقط إنسانًا حبيسًا بسلاسل كسلاسل الجحيم إلى قعر الأعماق..! معركة ثم معركة ثم معركة.. لا شئ.. لا نهاية.. أبدًا لم تكن حرة.. أبدًا لم تكن هي.. أبدًا ظلّت ال(هي) حبيسة خلف ذلك الباب.. مفتاحه دفين بداخلها، سينفتح إن كانت صادقة، إن كانت هي.. لكن يدها الآلية لا تستطيع فقط سوى إرضاءهم، لا إرضاءها..! الآن يتربّع كلانا في زنزانته.. مقيّدة هي بسلاسل جحيمية إلى الجدران، حرّ أنا من السلاسل كسرت شقًّا في الباب الخشبي، لكن ما أزال أبحث عن المفتاح.. لم يُغْفَر لي ولم يُغْفَر لها.. وأبدًا لن نُغْفَر ما لم نجد مفتاحينا.. ما لم تتحرر هي من سلاسل الجحيم تلك..! أطلّ عليها كل يوم من فرجة النافذة الضيقة جدًا، أستمع لحكايتها هي هي كل يوم متحسسًا لحيتي الضخمة.. لستُ إلا مثلكِ، يا (هـ).. مضى العمر ولم أكن سوى آلة، كسرتُ السلاسل قبل أعوام لكن السجن ليس السلاسل.. السجن هو تلك الجدران التي لم تنهدم وربما لا تفعل أبدًا.. أكره أن تكوني مثلي.. لا تكوني مثلي، أبدًا لم أكن حرًا، أبدًا لم أكن أنا.. أبدًا لم أغفر لنفسي، أبدًا لم يُغفَر لي..! يا فتاة: جِدي مغفرة ذاتك..!
yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن تلك التي لم يٌغْفَر لها عن تلك التي لم يٌغْفَر لها



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya