المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

20 عامًا تستنطق الجثث وتتكلم بلغة الحزن

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

الطبيبة المغربية فريدة بوشتة
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

"تستمد الحياة قيمتها من الموت"، هكذا يفكر أهل الهند، فـ"سر الموت يلتمس في قلب الحياة، لأنهما واحد، كما النهر والبحر واحد"، كما يقول جبران خليل جبران، والدكتورة فريدة بوشتة واحدة من النساء العربيات القليلات جداً واللواتي سبرن أغوار بحر الموت بحثاً عن تفاسير لأسرار كادت تموت وتدفن مع إزهاق أرواح الموتى.
طبيبة آثرت العيش لساعات الليل والنهار مع الجثت، السليمة منها والمشوهة والمقطعة الأطراف وغير الواضحة المعالم، عالم مرعب يهابه الرجال ولا تهابه فريدة المغربية التي أمضت أكثر من 20 عاما تحقق مع الجثت وتستنطقها بالمشرط والمقص، باحثة عن الحقيقة الضائعة.
هي فريدة بوشتة رئيسة مركز الطب الشرعي في الدار البيضاء..إمرأة تحكم الجثت، وتتكلم بلغة الحزن.
 كثيرات وكثيرون يغمضون أعينهم رعباً من جثة، ويصمون آذانهم رهبة من سماع لفظ  الموت، إلا فريدة تبدأ صباحها المشرق بتشريح جثة، وتنهي نهارها بأخرى، لا تمل ولا تكد ولا يتسرب الخوف في فؤادها، تمشي مع الجثت وتحلم بأطيافها.
هي أميرة الصمت، فالمركز الذي يستقبل العشرات من ضحايا الإجرام أو حوادث السير أو الوفيات الغامضة يومياً لا يتلمس إلا لغة الهدوء إلى درجة تعتقد معها أنك تسمع الموتى يتكلمون أو يتألمون، تضع فريدة وزرتها البيضاء وتبدأ في تشريح الجثت، وابتسامة المرأة لا تفارقها، حتى يُخيل إليك كما لو أن ابتسامتها تزرع الدفء بين ثلاجات التبريد الموزعة على أرجاء المركز.
لا تبرح فريدة بوشتة مركز التشريح، حتى الدقائق التي تقضيها رفقة أسرتها محرومة منها، إذ عليها أن تظل على أهبة الاستعداد لأي حادث طارئ يستوجب منها التدخل لتحديد هوية جثة عثر عليها ليلاً، وعليها أن تقضي ساعات الراحة  والعطل في إعداد التقارير.
تقول فريدة بوشتة إن المركز مطالب باستقبال أكثر من 1800جثة في العام، وهو الأكبر من نوعه في إفريقيا إذ يتوفر على 16 قاعة تبريد، والمرز مدعو إلى تقديم الحجج والبراهين بشأن قضية كل جثة، وعليه أن يبقى على اتصال مع الشرطة والدرك ومسؤولي السلطات المحلية والقضاء والمواطنين، فالكل ينشد الحقيقة، وهي بين يدي الطبيب الشرعي.
وعن شعورها وهي بين الموتى، تقول فريدة:"تغيرت حياتي رأساً على عقب منذ أول يوم بدأت فيه بالتشريح، لا أخفيكم أن هذه الوظيفة تعلمك كيف تحزن كل دقيقة، ولا أخفيكم أن هذا العمل علمني أن أنسى الموت وأعيش، أن ننسى الموت أصلاً".
لا ترغب فريدة في مغادرة المهنة، فهي عندما درست الطب، ظلت تمني نفسها بعلاج الناس ومنحهم "رويشتة" العلاج والسعادة، هي اليوم تشعر أن تهدي المجتمع والعدالة حلول الجرائم، وتمنع عن عدد من الأسر الهم لفقدان مقرب بتحديد هويته وضمان قبر له عليه اسمه".
فريدة بوشتة وطاقمها الصغير مطالبون في كثير من الأحيان بمرافقة رجال الدرك والشرطة حال اكتشاف جثة، وتقول:"لعل أكثر اللحظات تأثيراً في نفسي هي عندما أشرح جثة رضيع متوفى لتحديد أسباب وفاته".
يعرف علماء القانون الطب الشرعي بأنه يهتم بدراسة العلاقة القريبة أو البعيدة التي يمكن أن توجد ما بين الوقائع الطبية والنصوص القانونية، فهو من العلوم التي يعتمد عليها البحث الجنائي للتوصل إلى الحقائق، وترى فريدة أن هذا الدور يجعلها تشعر بالفخر رغم إكراهات المهنة

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 17:47 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دييجو مارادونا يحتفل بعيد ميلاده الـ 56 في أبوظبي

GMT 17:26 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

25 خطوة لتربية طفلك على طريقة منتسوري في المنزل

GMT 21:07 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

لمياء فهمي عبد الحميد تنتهي من تصوير أوبريت "علوا الأعلام"

GMT 01:13 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تزور الباندا جوجو في حديقة حيوان الصين

GMT 17:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوريتش سيتي يفقد جهود جودفري 6 أسابيع بسبب الإصابة

GMT 15:55 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

"الفيصلية الرياض" يحصد جائزة أفضل فندق فاخر لعام 2018
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya