فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

زادت الحاجة إليها عندما بدأت أزمة الكهرباء بعد تدمير محطة التوليد

فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها

فلسطينية تصنع الأفران الطينية
غزة -ليبيا اليوم

أقصى المنطقة الشرقية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تنشغل نورس أبو جامع تحت أشعة الشمس الحارقة، في تجهيز خلطة البناء التي تستخدمها في تشكيل الأفران الطينية التي يُعدّ فيها الخبز البلدي العربي وطهو الأطعمة المختلفة.

بخفة شديدة تتنقل السيدة الخمسينية في فناء منزلها تتفقد الأفران الجاهزة لترى إن كان أي منها بحاجة لأي تعديل أو إكمال، قبل توريدها للزبائن في السوق.

نحو 17 سنة قضتها نورس أبو جامع في هذه المهنة الشاقة، التي لا يغيب الكدّ والتعب عن تفاصيلها، تقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لو لم أعمل بهذا المجال، لكان صعباً على عائلتي تأمين قوت يومها من طعامٍ وشراب، فنحن نعيش في منطقة نائية، وزوجي يعاني من عجزٍ في عيونه، وكذلك أبنائي يحيون، كغيرهم من أبناء جيلهم في غزة، حالة البطالة التي تسبب بها الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عاماً».

وتمرّ عملية صناعة الأفران الطينية بعدد من المراحل، وفقاً لحديث أبو جامع، فأولها يبدأ بتجهيز خليط البناء المكون من الإسمنت والرمل، من ثم يُخلط الطين بالقش على انفراد، ويُترَك الاثنان مدّة قصيرة، لتشرع بعد ذلك، بتشكيلهما بيديها، وفور الانتهاء تكون جاهزة لقص أسياخ حديدية باستخدام مقصٍ كبير، لاستعمالها في بناء أرضية الفرن.

تتابع أبو جامع كلامها: «بعد أن تنقضي عملية التصنيع الأولية التي تأخذ من الوقت نحو أربع ساعات للفرن الواحد، أترك الأخير في مكانٍ مفتوح يدخله الهواء والشمس لمدة لا تقل عن أسبوعين، حتّى أتأكد من تمام جفافه وقوته»، موضحة أنها تنقل الأفران الجاهزة للسوق بمساعدة أبنائها عبر «عربة صغيرة» وتبيعها هناك بثمنٍ لا يتجاوز الـ50 دولاراً للواحد.

عيون المارة التي لا تنفك عن متابعة أبو جامع وهي تعمل في فناء منزلها المكشوف للناس لم تكن سوى حافز لها يشجعها على الاستمرار في دربها، وتشير إلى أنّ وعيها الجيد بعدم وجود فرق بين رجلٍ ومرأة في العمل: «والكلّ يجب أن يمارس أي عمل يرغب فيه دون الالتفات لآراء الناس التي قد تكون محبطة أحياناً»، منوهة بأنّ سكان محيطها صاروا مع الوقت من أشدّ الداعمين لها، عن طريق ثنائهم على عملها، وحرصهم على الشراء منها مباشرة دون الاضطرار للذهاب إلى السوق.

أجمل لحظات الفرح التي عاشتها أبو جامع خلال السنوات الماضية التي هوّنت عليها شقاء الأيام، هي المرتبطة بنجاحات عدد من أبنائها وتخرجهم في الجامعات الفلسطينية بتخصصاتٍ مختلفة، وترى أنّها تتويج لكلّ دقيقة عمل عانت فيها لأجلهم، كما أنّها ردّ للجميل: «وأي ردّ أجمل من النجاح والفرح»، تردف أبو جامع.

«أسعى إلى جانب كسب الرزق من هذه المهنة، لصون التراث الفلسطيني والحفاظ عليه، كون الفرن الطيني يُعتبر من أبرز الأدوات التي وصلت إلينا من الأجداد والبلاد»، تكمل لـ«الشرق الأوسط»، شارحة أنّ «الفرن إرث عربي بشكلٍ عام، يُستخدم في إنتاج الخبز والمعجنات والأطعمة بمختلف أنواعها، وما يميزه هو النكهة اللذيذة التي يمنحها لكل طعامٍ يلج لداخله، كما أنّ له أشكالاً متعددة، منها الصغير والكبير، وتستخدم حسب احتياج العائلات وعدد أفرادها».

وزادت الحاجة لاستخدام الأفران الطينية في غزة، بعدما بدأت أزمة الكهرباء التي نتجت عن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحطة التوليد عام 2006. الأمر الذي تسبب في فصل التيار عن المنازل مدّة طويلة تصل في بعض الأيام إلى 20 ساعة من القطع مقابل أربع ساعات من الوصل، وحسب حديث أبو جامع، فإنّ الأفران صارت الحل الأفضل بالنسبة للناس، كونها لا تحتاج للكهرباء، وتكلفتها المادية قليلة، لأنّها تعتمد على الخشب والأوراق في عملية توليد النار والطاقة.

ويجدر التنويه بأنّ قطاع غزة يعاني من مشكلات معيشية أخرى تدفع الناس للبحث عن حلول تساعدهم في تأمين قوت يومهم بمبالغ بسيطة ومتواضعة، فقد بلغ معدل الفقر وفقاً لآخر البيانات الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية إلى نحو 75 في المائة، ووصلت نسبة البطالة حسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة مركز الإحصاء الفلسطيني إلى 53 في المائة، وبلغت في صفوف الشباب نحو 67 في المائة.

قد يهمك أيضًا:

انقلاب جيب عسكري تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود خانيونس جنوب قطاع غزة.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعزز قواته العسكرية في غور الأردن قبيل إعلان صفقة القرن

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها فلسطينية تصنع الأفران الطينية وتطهو الأطعمة المختلفة من أجل تعليم أبنائها



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 07:57 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رحيل الفنان المصري محمد خيري بعد أزمة صحّية عن 77 عامًا

GMT 21:24 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

هاني أبو النجا طليق نيللي كريم يهنئها بعيد ميلادها

GMT 13:54 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجدة الرومي تهدي أغنيتها المرتقبة إلى روح والدتها

GMT 04:53 2017 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

إيما واتسون تظهر جزءًا من صدرها في فستان أسود

GMT 03:59 2016 الإثنين ,07 آذار/ مارس

فوائد عشبة الجنكة لصحة خسارة الوزن

GMT 21:57 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تعالجين انتفاخ تحت العين

GMT 21:24 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محار ملزمي بالثوم

GMT 03:36 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية الكويتي يلتقي برلمانية أوروبية

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"

GMT 06:14 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

Valentino Haute Couture Spring/Summer 2016
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya