التدخلات الجينية للإنسان تنذر بانقراض البقر الأنكولي
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

ينفق الرعاة أموال كثيرة على الأدوية اللازمة لحمايته

التدخلات الجينية للإنسان تنذر بانقراض البقر الأنكولي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التدخلات الجينية للإنسان تنذر بانقراض البقر الأنكولي

أبقار الأنكولي
واشنطن ـ رولا عيسى

تطورت أبقار الأنكولي في غرب أوغندا، والمعروفة بأبواقها الطويلة المميزة، على مدى آلاف السنين لتتحمل بيئتها القاسية، حيث فترات الجفاف الطويلة، وانتشار الأمراض المحلية مثل التريبانوزوما، وهو مرض ينتشر عن طريق ذبابة التسي تسي، ولكن بعد أن ازدهر هذا الحيوان منذ ما يقرب من 10000 عام، بدأ الأنكولي في الاختفاء بسرعة، نتيجة التدخلات الجينية للإنسان.
 
استبدال الماشية بأنواع ملقحة صناعيًا
 
وتتضاءلت الأراضي الزراعية في أوغندا بسبب زيادة عدد السكان، ولكن هذه الأبقار تتطلب مناطق واسعة للرعي، وقد استجاب الرعاة المحليون للضغوط من خلال استبدالهم، عبر تربية الماشية الأنكولي مع الأنواع الصناعية مثل هولشتاين الأوروبي، ولكن في الوقت الذي تكتسب فيه هذه المركبات الهجينة سمات وراثية مواتية من هولشتاين، تنتج المزيد من الحليب واللحوم، ولكن تحتاج مساحات واسعة من الأراضي للحفاظ عليها، ويتطلب هذا تكلفة ضخمة.
 
ويتم تخفيف التكييفات الجينية التي مكنت الأنكولي من البقاء في مثل هذا المناخ القاسي في الهجينة الجديدة، التي تفتقر إلى القدرات المناعية لمقاومة الأمراض المحلية، ولكن الآن بدلًا من جني الأرباح، ينفق الرعاة الآن الكثير من أموالهم على المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية للحفاظ على صحة الحيوانات، وفي بوركينا فاسو، فقد المزارعون الذين اتخذوا قرارات مماثلة في السنوات الأخيرة تقريبًا كل ماشيتهم من الأمراض , ولكن هذه المشكلة لا تقتصر على الدول الأفريقية الفقيرة، لأن صناعة تربية الماشية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وبقية أنحاء العالم تواجه  تحديات متزايدة بسبب الضغوط البيئية، بالإضافة إلى عواقب برامج الاختيار الوراثي التي تهدف إلى زيادة الدخل.
 
انقراض عدد كبير من الماشية
 
وأظهرت الأبحاث أن ما يقرب من 100 سلالة من الماشية في جميع أنحاء العالم قد انقرضت في الفترة ما بين عامي 2000 و2014، حيث حاول المزارعون تعزيز هوامش الربح المتساقطة إما عن طريق التكاثر المتبادل أو استبدالها بحفنة صغيرة من السلالات الصناعية.
 
وتقول كاتارينا جينغا، الباحثة في مجال التنوع البيولوجي والموارد الوراثية بجامعة بورتو في سيبيو "إذا لم نفعل شيئًا لتغيير هذا، فقد يؤدي ذلك إلى كارثة طويلة الأجل بالنسبة لصناعة الزراعة، لا سيما في سياق التغير المناخي"، مضيفة "قد لا تكون السلالات الصناعية قادرة على مقاومة أوبئة الأمراض الجديدة، والتي قد تنشأ مع ارتفاع درجة حرارة المناخ خلال القرن المقبل".
 
وأشارت" كان لدينا بالفعل بعض الأمثلة المثيرة للقلق بشأن مدى تأثر هذه السلالات بحدوث وباء مميت في الماضي القريب، على سبيل المثال، تفشي مرض جنون البقر في التسعينيات، على الرغم من أن ذلك لا يرتبط بتغير المناخ، ولكنه مصدر قلق خطير".
 
ويعد السبب في أن السلالات الصناعية معرضة بشكل خاص للإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية الجديدة، لأن لديها تنوع وراثي قليل جدًا بالمقارنة مع السلالات المحلية، بسبب عقود من زواج الأقارب، ويقدر جينجًا أنه بالنسبة لسلالات مثل هولشتاين، فإن الملايين من هذه الأبقار تنمو من الثيران.
 
التأثير على إنتاج الحليب
 
وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، تفاقم هذا الأمر بسبب ظهور التسلسل الجينومي، ولكن يستطيع المربون الآن تحديد الماشية بمجموعات من الجينات المعروفة بتحسين إنتاج الحليب واللحوم , وقام علماء من هولندا هذا العام بنشر دراسة تبين أن التنوع الوراثي في الأبقار الهولندية انخفض بشكل مثير للجزع خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب برامج التكاثر هذه، ولكن لأن المربين هم فقط الذين يعطون الأولوية للجينات التي تحسن إنتاجية اللبن واللحم، فإن أي جينات غير عادية قد تكون قد قدمت حماية من العدوى قد فقدت، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات الوراثية الناجمة عن طفرة واحدة هي الأكثر شيوعًا، حيث أن جميع الحيوانات مرتبطة بشكل فعال.
 
وهناك مشكلة شائعة لمربي الماشية في هولشتاين هي نقص التصاق الكريات البيض (Blad) التي يمكن أن تنتشر من ثور واحد، وهذه الماشية عرضة للعدوى المتكررة والشفاء ببطء شديد.
 
ويقول ستيفان غوست  الباحث في معهدÉcole polytechnique fédérale de Lausanne، الذي يرأس البحث الأوروبي عن المزارع "إن المربين يريدون أن ينتجوا أكثر وأكثر، ويعرفون الآن ما هي الصفات الوراثية التي يفضلونها في الماشية، من أجل زيادة إنتاج اللحوم أو الحليب، ولكن الأمر يشبه الرأسمالية بشكل عام , وأصبح متطرف للغاية, المفتاح هو إدراك أن هناك حدودًا لا يجب تمريرها أو تخطيها."
 
محاولة حل المشكلة
 
ويدرك المربون هذه المشاكل المحتملة، لكنهم يحاولون تعويضها بطرق مختلفة، بدلًا من تغيير إستراتيجيتهم العامة، ويقول غوست "إنهم يحاولون إبطال أي مشاكل صحية تنشأ عن طريق إعطاء الفيتامينات والعقاقير للحيوانات، وإذا كان علاجهم من مرض معين مكلفًا للغاية، فيتركون الحيوانات تموت , كما أنهم يشترون السائل المنوي المجمد من بنوك مختلفة في جميع أنحاء أوروبا، والتي تحتوي على المادة الجينية الأصلية لهذه الأنواع، وتقوم بحقنها في إناث القطيع على فترات منتظمة لمحاولة الحفاظ على التنوع الجيني عند مستوى معين."
 
وشراء المني والأدوية باهظة الثمن،  يعني أن الحفاظ على تربية الماشية اقتصاديًا هو توازن جيد جدًا، وكمثال على ذلك، أظهرت دراسة أجريت في العام الماضي أنه في حين أن حجم الحليب الذي تنتجه مزارع الألبان الأوروبية قد ازداد في السنوات الأخيرة، فإن هوامش الربح قد انخفضت مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، بدءا من موارد العمل إلى أعلاف الماشية، بشكل أسرع بكثير من أسعار الحليب، وأظهرت الدراسة أنه في عام 2013، كانت مزارع الألبان في سلوفاكيا تخسر بالفعل 165 يورو لكل طن من الحليب المنتج، نتيجة لذلك، يمكن لأي أحداث غير متوقعة أن تسبب مشاكل كبيرة.
 
ويشير غوست إلى أن الصيف الأوروبي غير المعتاد هذا العام تسبب في مشاكل كبيرة لمربي الماشية في جميع أنحاء القارة، وقد أجبر المزارعون على إنفاق الكثير على وحدات تكييف الهواء لتنظيم درجة الحرارة والرطوبة لقطعانهم، موضحًا"لأنهم غير قابلين للتكيف، لا يمكنهم التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة باستمرار، ما لم يتم تبريد البيئة بشكل مصطنع، ترتفع مستويات الإجهاد لديهم، وتبدأ في الضعف، وتبدأ عملية الأيض في التباطؤ، وتبدأ مجموعات الهرمونات المختلفة في التغير، وتصبح أقل إنتاجية , لكن التبريد الاصطناعي يكلف الكثير أيضًا."
 
المكسب المالي أولوية
ومع تأثير آثار تغير المناخ بفعل الإنسان على القرن المقبل وارتفاع درجات الحرارة، يخشى بعض العلماء أن تكون صناعة تربية الماشية متجهة إلى كارثة، ما لم يتم اتخاذ خطوات لتحسين التنوع الجيني لهذه الحيوانات , ويقول البروفيسور مايك بروفورد، عالم البيئة الجزيئية في جامعة كارديف "سيواجه معظم العالم تصاعدًا وجفافًا متزايدين، قد لا تكون برامج التربية الصناعية الحالية مستدامة , حيث تتغير درجات الحرارة ومقدار العلف المتاح" , ولكن في الوقت نفسه، فإن الرجوع إلى استخدام السلالات المحلية فقط ليس ببساطة خيارا مستداما للعديد من الشركات الزراعية، لأن العوائد الاقتصادية غير مجدية، والبصمة الكربونية الناتجة عن تنميتها عالية للغاية بسبب كثرة الأراضي التي تحتاج إليها، رغم أن ميزة السلالات مثل هولشتاين هي أنها تتطلب مساحة صغيرة نسبيًا.
 
ويعتقد العلماء أن نفس أدوات التسلسل الجيني التي عجلت من أزمة زواج الأقارب في الماشية الصناعية، يمكن أن تحل في الواقع بعض المشاكل التي من المرجح أن يواجهها المزارعون على كوكب تزداد حرارته، هذه الأدوات أصبحت أكثر قدرة على استخدامها لتحديد سمات مهمة أخرى، على سبيل المثال مجموعات من الجينات المتعلقة بتحمل الحرارة وجهاز المناعة، وهذا يمكن أن يساعد السلالات الصناعية على التعامل بسرعة أكبر مع التغير البيئي، وكذلك إنتاج ما يكفي من الحليب واللحوم، ومع ذلك ، يشير بروفود إلى أن تنفيذ هذه الاستراتيجيات سيتطلب تخطيطًا دقيقًا وقد تحتاج إلى تنظيم من قبل السلطات الوطنية لضمان بقاء صناعة تربية الماشية على المدى الطويل.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدخلات الجينية للإنسان تنذر بانقراض البقر الأنكولي التدخلات الجينية للإنسان تنذر بانقراض البقر الأنكولي



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya