الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

"الإحساس بالنهاية" التاريخ من شقوق الذاكرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الدوحة ـ وكالات
يقدم الروائي الإنجليزي جوليان بارنز في روايته "الإحساس بالنهاية" الفائزة ببوكر العالمية عام 2011 درسا عن التاريخ حين توكل مهمة كتابته إلى ذاكرة تسقط الكثير من وقائعه، وتختبئ أحداث أخرى منه في شقوقها. غير أن التاريخ الذي يعالجه بارنز روائيا هو الذاتي لا الموضوعي، الذي تصح معه مقولة إنها "أكاذيب المنتصرين".يروي المسن المتقاعد "أنتوني ويبستر" وقد مضى إلى عتبات نهايات عمره حكايته، مبتدئا بها منذ بواكير تشكل الذاكرة من على مقاعد الدرس، هناك في البدايات حيث دروس أولى في الأدب وأسئلة مزعجة عن ماهية التاريخ، وكأنه تمهيد لأسئلته هو ولعمره المديد عن كيف يبنى التاريخ بوساطة ذاكرة ينقصها التوثيق.في تلك البدايات ينتحر الفتى "روبسون" ابن السادسة عشرة، هو انتحار أول يلحقه في أحداث انتحار صديقه الفيلسوف أدريان الذي ظفر بحبيبة أنتوني "فيرونيكا"، ومع الانتحارين تطرح الرواية سؤال الوجود والعمر والذاكرة والندم الذي يتلاحق أحداثا وتداعيات في لغة فكرية وفلسفية عالية.يتكئ بارنز في روايته، الصادرة ضمن سلسلة "إبداعات عالمية" من ترجمة د. خالد مسعود شقير، على مقولات الروائي والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو التي نثرها في أسطورة سيزيف، باعتبار الانتحار هو الحقيقة الوحيدة، لكنه لا يفصح عن ذلك إلا في استشهاد سريع في نهاية الرواية.ويتدفق الروائي الإنجليزي في عمله السردي المزدحم بالأفكار والصور ضمن سياق تقني ينحو بالرواية نحو أسلوب مدرسة تيار الوعي، سامحا لأفكاره وسرديته بالانسياب دونما ضوابط.ويميل بارنز في بنائه لشخصياته إلى قاعدة الثنائيات والمفارقات، وتمثل الحبيبة "فيرونيكا" التي هجرها أنتوني وارتبطت بأدريان صديقه بعد ذلك، الوجه المناقض لزوجته فيما بعد "مارغريت"، فالأولى شديدة الغموض والأخرى شديدة الوضوح، وكأن الحب الذي لا ينساه السارد أنتوني ويلاحقه طوال الرواية هو الغموض، في حين الزواج يتطلب وضوحا شديدا مثلته مارغريت.يقول أنتوني وقد تنازعته الشخصيتان "كنت بمفردي مع صوتين يتحدثان بوضوح في رأسي، مارغريت تقول "أنت الآن بمفردك، وفيرونيكا تقول "أنت لم تفهم الأمر..، لم تفهمه قط ولن تفهمه أبدا".في الرواية تأمل أنتوني للحياة ومساءلة للذي انقضى من عمره وإعادة ترتيب الأحداث كما تشي بها ذاكرة تتقطع فيها الأحداث ولا تتصل، وبين الحاضر والماضي الذي يهيمن عليه يمضي في حياته وحواراته التي تكاد تأخذه إلى إحساس عميق بالنهاية.فهو الذي عاش حياته بحذر ولم يعرف عنها شيئا، لم يكسب ولم يخسر، بل سمح للحياة بأن تمارس معه لعبتها فقط، ولم يكن ليحصل له ذلك وهو المليء بالطموحات لو أنه لم يختر تفادي الألم وأسمى ذلك بالقدرة على البقاء على قيد الحياة.ضحى بحب وغادره لمدة أربعين عاما، لكنه ظل يطارده طوال حياته وهو الذي ظن أنه تخلص منه تحت الشعور بالإهانة.تقدم رواية بارنز الحائز على جوائز عالمية عن مجمل رواياته منها "سومرست موم" عن روايته "مترولاند"، درسا مؤلما وبليغا عن محاولة الهروب من ماض يظل يلح على الحاضر، ومرافعة بليغة عن الزمن وثقله على الكائن البشري، وأبعد من ذلك النفاذ بأسئلة عميقة عن الحياة وتحولاتها، بما هو سؤال الإنسان الأزلي الذي يسير حتما إلى نهايته.
yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 17:28 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تمنعك مِن النوم ليلًا عليك الابتعاد عنها

GMT 14:54 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

السجن أربع سنوات لطالب بسبب فيديو حول الملك

GMT 07:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العقوبات الأميركية تطال وزير الداخلية الكوبي

GMT 11:15 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أولغا توكارشوك تفوز بجائزة نوبل في الآداب لعام 2018

GMT 19:09 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أجمل أساور ذهب عريضة من مجموعات مجوهرات 2020
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya