واشنطن - المغرب اليوم
وثق عالم النبات البريطاني آرون ديفس كيف تُصعّب ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم زراعة القهوة في المناطق المنتجة للبن، بما في ذلك إثيوبيا مسقط رأس أكثر أنواع القهوة شعبيةً في العالم التي تعرف باسم “أرابيكا”.
وذكر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن ديفس وضع خريطة للأماكن التي يمكن للمزارعين استغلالها في زراعة القهوة البرية في المستقبل، وهي المناطق الداخلية التي يغلب على طقسها البرودة. علاوة على ذلك، قام العالم البريطاني بالبحث عن أنواع نادرة من القهوة في البرية.
وكشف ديفس في أحد أبحاثه أن القهوة البرية، التي تنمو العشرات من أصنافها تحت ظل الغابات في ثلاث قارات على الأقل، معرضة لخطر الاندثار إلى الأبد.
وقد استنتج ديفس ومجموعة من العلماء الآخرين أن خطر الانقراض يتهدد 60% من أنواع البن البالغ عددها 124 نوعا في العالم، ويعتبر تغيّر المناخ وإزالة الغابات من أبرز أسباب ذلك.
وتأتي أهمية هذا الاستنتاج في وقت يمكن فيه أن تلعب هذه الأنواع من القهوة البرية دورا حاسما في استمرار وجود القهوة في عصر الاحتباس الحراري. كما تحتوي هذه النباتات على الجينات التي يحتاجها العلماء لتطوير أصناف جديدة من القهوة التي يمكن أن تنمو على كوكب أكثر جفافا وحرارة.
ورغم وجود 124 نوعا معروفا من القهوة البرية، فإن معظمها لا يُزرع ولا يُستهلك. ويوجد نوعان فقط يعتبران استثناء، وهما قهوة أرابيكا التي تزرع منذ مئات السنين في شرق أفريقيا، وقهوة روبوستا التي انتقلت من البرية لتصبح واحدة من أهم السلع الأساسية في العالم خلال المائة سنة الماضية.
ويواجه مزارعو القهوة ضغوطا متزايدة بسبب الجفاف والأمراض وتقلبات أسعار السلع. وتتطلب معالجة هذه المخاطر الاستفادة من الثروات الجينية للأصناف البرية للقهوة.
ويمكن الحفاظ على القهوة البرية في بنوك البذور أو في الغابات المحمية وطنيا، لكن ذلك لا يحدث غالبا. فقد كشفت قوائم الجرد التي قام بها ديفس أن حوالي نصف أنواع القهوة البرية غير محتفظ بها في بنوك البذور، وأن ثلثها لا ينمو في الغابات الوطنية.
وقد شدد تقرير صدر سنة 2018 من قبل منظمة “كروب ترست” غير الربحية، التي تدير بنكا عالميا للبذور، على ضرورة الحفاظ على التنوع الجيني للقهوة، بما في ذلك أنواعها البرية. وكشف التقرير أنه لا يوجد سوى عدد قليل من بنوك الجينات التي تحتفظ بنباتات القهوة. وتتمثل أهم العوائق التي تواجه هذه البنوك في شيخوخة العينات أو نقص التمويل الكافي.
الجدير بالذكر أن كلا من ديفس والمؤلفين المشاركين نشروا النتائج التي توصلوا لها يوم الأربعاء في ورقتين منفصلتين، في مجلة “ساينس أدفانسيس” و”غلوبال تشينج بايولوجي”.
قد يهمك ايضا: