بيروت - المغرب اليوم
اختار المفكر اللبناني كريم مروّة، "فصول من حواراتي وكتاباتي في الفكر وفي السياسة وفي العلاقات الإنسانية" عنوانًا لكتابه، والذي برزت خلاله مواقفه الوطنية وآراؤه حول مجمل القضايا السياسية محليًا ودوليًا، فقدم لنا قراءته النقدية لكل الأزمات التي يعيشها الإنسان العربي اليوم وأسبابها والحلول الناجعة لتجاوزها. وهذا المثقف اليساري الأصيل، الذي أخلص لمبادئه وقال كلمته في "بيان من أجل تيار مدني عابر للطوائف" وقدّم "برنامج واقعي وعقلاني من أجل التغيير الديمقراطي في لبنان"؛ لبنان الذي يريده كريم مروّة وطنًا حرًا ومستقلًا. "نريد وطناً لا طيف وطن"، يستحق كل التقدير والاحترام فهو واحد من شيوخ الفكر ومنظريه. أفكاره حرة وراهنة، ورؤيته مستقبلية لا ولن تتوقف أبداً إنها "الحقيقة القابلة للنقاش بالتأكيد". هكذا يعبر الكاتب عن مشروعه الوطني في كتاب.
- وقال الكاتب: "أهمية هذا الكتاب، بالنسبة إليّ في أقسامه الخمسة أنه يقدم للقارئ صورة كاملة أو شبه كاملة عما قادتني إليه تحولاتي إلى الموقع الذي أنا فيه الآن فكرياً وسياسياً وعلاقات إنسانية. وهو موقع قررت أن أكون فيه مستقلاً عن أية جهة سياسة، محتفظاً في الآن ذاته بانتمائي الذي لا أتخلى عنه إلى القيم التي عبّرت عنها الاشتراكية في فكر ماركس وكبار الماركسيين الذين جاؤوا بعده. وإذ أشير إلى ذلك فلأنني، كما سيرى القارئ، قد قدمت في كل قسم من أقسامه الخمسة رؤيتي للأحداث في حاضرها لبنانياً وعربياً وعالمياً ورؤيتي للمستقبل المختلف الذي أحاول أن أقدم صورة عنه في صيغتين، يوتوبية وواقعية".
ولكنني أردت في القسم الأخير الذي يحمل عنوان في البحث عن المستقبل أن أعرب للقارئ عن قلقي من أن الشروط كما بدا لي لم تنضج بعد من أجل الوصول بواقعية وعقلانية إلى المستقبل المختلف في بلداننا وعلى الأخص في بلدي لبنان. وهو ما عبّر عنه البيانان، من أجل يسار لبناني جديد ومن أجل تيار ديمقراطي مدني عابر للطوائف اللذين أصدرتهما ولم أجد تجاوبًا من اليساريين والديمقراطيين معي فيما أردت منهما. ولا أريد هنا الادعاء بأن ما قدمته من رؤية للمستقبل هو الحقيقة. بل هي محاولة قابلة للنقاش بالتأكيد، اتفاقاً واختلافاً وحتى تناقضاً. والمهم بالنسبة إليّ هو أنني قدمت ما اعتبرته أساساً للنقاش وحسب.
وفي هذه الكلمات أقدم للقارئ بعض التوضيحات عما أردته من هذا الكتاب. وله أن يحدد موقفه مما جاء في الكتاب من أفكار ومواقف وعلاقات إنسانية". ويضم الكتاب حوارات صحافية أجريت مع الكاتب، ومحاضرات، وقراءات نقدية، وذكريات، وحكايات جمعت الكاتب مع أربعة من رفاق وأصدقاء العمر حبيب صادق ومحسن إبراهيم ونديم عبد الصمد وميشال إده.