أسود بالصح

أسود بالصح..

المغرب اليوم -

أسود بالصح

بقلم - بدر الدين الإدريسي

أبدا لم يساورني شك في أن الفريق الوطني وجد في هيرفي رونار الدهاء التكتيكي الذي تحتاجه المباريات المصيرية، والبراعة في تحفيز اللاعبين لكي يمضوا بلا موانع وبلا أوجاع إلى أبعد مدى في التعبير عن ممكناتهم الجماعية قبل الفردية.
أبدا لم ينتابني قلق من أن هيرفي رونار سيتمكن من قطع الخطوة التي تفصل أسود الأطلس عن مصالحة المونديال، وقد إحتفظت ذاكرتي بما قاله لي شخصيا في حوار سبق بأيام مباراة السداسية أمام نسور مالي، من أنه يتمنى أن يصل إلى مباراة أبيدجان الختامية والفريق الوطني ما زال في السباق نحو بطاقة المونديال، فقد كانت للرجل ثقة ما بعدها ثقة بقدرته على صياغة المنظومة التكتيكية التي سينجح الأسود بتنزيلها التنزيل الصحيح في ترويض الأفيال.
أبدا لم تهتز ثقتنا في أن الفريق الوطني بات يملك المقومات الضرورية ليعلن نفسه واحدا من أبرز سادة الكرة الإفريقية، إلا أنه كان لابد من انتظار المباراة نفسها، لنعرف لها هوية في ظل ما أحاط بها من خصوصيات إلترا رياضية، والحقيقة أننا سنكتشف أن بملعب فليكس هوفويت بوانيي، الشخصية النافذة والقوية والمؤثرة للفريق الوطني.
لم يحد رونار عن التشكيل الثابت وأخلص بذلك للنواة الصلبة وأيضا للحمة التي باتت تربط اللاعبين في ما بينهم، ولكنه في مقابل ذلك وضعنا في صورة النهج التكتيكي الثوري الذي لا يشجع على الفتح الساذج للعب ولا يشجع أيضا على الإنطواء على النفس واللعب بخطوط متأخرة للعيش لدقائق كأنها الدهر تحت رحمة المنافس يقصف وينسف، لنكون لأول مرة منذ عقود أمام فريق وطني يقول لمنافسه من أول دقيقة، «أنا لم آت بحثا عن نقطة التعادل، أنا آت لهزمك على أرضك»، وقد قلت أن منتخب الغابون كان مصدر إلهام لنا يوم تمكن من إسقاط الفيلة بأرضهم وهو الذي كان قبل أربعة أيام قد لدغ منهم في معقله.
كانت هناك درجة توفيق عالية، والفريق الوطني يتمكن في الثلاثين دقيقة الأولى من أن يتقدم بهدفي درار وبنعطية، لينال بدرجة كبيرة من حماس وشغف الأفيال، وليقدم لنفسه أحزمة الأمان التي ساعدته على تدبير ساعة من اللعب، إذ برغم أن هوامش الخطأ إتسعت، إلا أن الفريق الوطني لم ينزل يديه وسار بالمباراة إلى المرافئ التي يشتهيها لتنتهي فصولها ومرماه نظيفة.
لقد نطقت المباراة بكثير من الحقائق الرياضية والعلمية التي لا مكان فيها للحظ أو للصدفة، ولعلها نطقت أيضا بكل المعطيات الفنية والرقمية التي إستندنا عليها في تحاليلنا للقول بأن الفريق الوطني ذاهب لمقارعة الأفيال وهو يملك الكثير من المفاتيح السرية للكشف عن النهاية السعيدة، إلا أن الحقيقة الأقوى، هي أن الفريق الوطني بحماس لاعبيه وبسند جماهيره وبالتعبئة القصوى التي أعلنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كان يحتكم لمدرب تجمعت فيه أشياء تفرقت في غيره، الكاريزما والقدرة على التأثير وتلقيح اللاعبين بسعار الفوز والقراءة الجيدة للفريق المنافس، وفي هذا كله يحسب لرونار أنه أعطى للفريق الوطني شخصية وهوية وعنوانا وهيبة ترتعد لها اليوم فرائس المنافسين.
أنا أقول بكامل التجرد، أن الفريق الوطني وهو ينال بعلامة الإستحقاق الكاملة تذكرة المونديال، قدم بكوت ديفوار المباراة التي يجب أن تكون له مرجعا، المباراة التي يجب أن تكون دليلنا للنجاحات المستقبلية، فما أفرزته المباراة من روح إنتصارية ومن روح جماعية، يمكن أن يصير دليلا وسندا للأسود ليسيروا في طريق الإنجازات والألقاب جيلا بعد جيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسود بالصح أسود بالصح



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya