حكاية العشرين مليار

حكاية العشرين مليار

المغرب اليوم -

حكاية العشرين مليار

بقلم: محمد الروحلي

استمتعنا كثيرا ونحن نتابع تتويجات كرة القدم الوطنية خلال الحفل السنوي الذي يعلن فيه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن جوائز المتفوقين من القارة السمراء، بمختلف الأصناف والأنواع ومن الجنسين. 

بالعاصمة السنغالية دكار، توج أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب واعد في القارة السمراء لسنة 2018، بفضل مساره الرائع مع نادي ريال مدريدوالمنتخب المغربي، وما يقدمه حاليا من إبهار أيضاً مع نادي بوروسيا دورتموند الألماني.

توج أيضا مدرب الفريق الوطني المغربي لكرة القدم الفرنسي هيرفي رونار، بجائزة أفضل مدرب في القارة، متفوقا بذلك على مدرب المنتخب السنغالي آليو سيسي، ومدرب الترجي التونسي، معين الشعباني، رغم فوز الأخير بعصبة الأبطال الإفريقية.

جائزة مسير السنة كانت من نصيب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، حيث توجت من خلاله الجامعة المغربية ك “أفضل اتحاد كروي” بالقارة السمراء للعام، تكريم لا يجادل فيه أحد بالنظر إلى العمل الذي تقوم به المملكة من أجل النهوض بالكرة الإفريقية، واعتماد “التعاون جنوب-جنوب” في الجانب الرياضي.

تتويجات غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم الوطنية، يمكن أن تشكل فخرا لعائلة كرة القدم المغربية والرياضة بصفة عامة، لكونها أنصفت -حقيقة- المجهود الخرافي الذي بذلته الجامعة في السنوات الأخيرة، وسط قارة لا يوجد بها فقط من يحب المغرب، بل هناك من لا يخفي عداؤه وانزعاجه من الثقل الذي أصبح للمغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا أيضا.

هذا الثقل اللافت للانتباه لم يأت من فراغ، بل جاء بفضل تخطيط واستثمار مالي وبشري، وعلاقات احترام وشركات مثمرة وفق مبدأ رابح/رابح، قادها بكثير من الحكمة والتبصر جلالة الملك محمد السادس.

وسبق أن سجلنا في حينه، أن أولى الجامعات الرياضية التي التقطت بسرعة الرسائل الملكية السامية، وعملت على استثمارها بقوة، كانت جامعة كرة القدم التي أعادت الهيبة والحضور القوي لكرة القدم الوطنية داخل الاتحاد الإفريقية لكرة القدم، بل قادت تغييرا إيجابيا داخل أجهزتها، واستطاعت أن تنسف لوبي الفساد الذي كان جاثما على دواليبها، إذ أصبح للمغرب بفضل ذلك صوت مسموع من خلال تواجد بأجهزة القرار، وبات له دور فاعل، وليس مفعولا به كما كان في السابق.

هذا الاعتراف بالتواجد المغربي المؤثر داخل القارة من طرف الأسرة الإفريقية لابد وأن يشكل حالة من الفخر والاعتزاز بالنسبة لنا جميعا، لأن الأطر التي أعادت لنا الهيبة هي أطر مغربية حملت على عاتقها أحلاما وطموحات وهواجس الآلاف من المنتمين لعالم كرة القدم من لاعبين ومدربين ومسيرين واطر وجمهور.

وفي الوقت الذي كان من حقنا أن نفتخر ونستمتع ونستثمر نجاحاتنا القارية وتحويلها إلى دافع أساسي يقودنا نحو العالمية كما حدث خلال نهائيات كأس العالم في روسيا، ظهرت ردود فعل غاضبة منتقدة سببها تأويلات وسوء فهم أو عدم تقدير أو تغليط مع سبق الإصرار والترصد.

سبب كل هذا حكاية ” العشرين مليار”، صحيح أن الرقم مستفز، بل صادم بالنسبة للكثيرين، لكن الإشكال جاء من طريقة تقديم المعلومة، أو كيفية قراءة تصريح رئيس (الكاف) أحمد أحمد العفوي والتلقائي، لأنه ببساطة شخص يحب المغرب يؤمن بسياسته، ويعترف بفضل المغرب عليه وعلى جهاز (الكاف).

نحن لا نلغي مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن لا نحمل الجامعة أو رئيسها ما لا يحتمل، فالمبلغ المذكور جاء على شكل دفوعات وتغطية مصاريف نفقات مختلف الملتقيات والتظاهرات الإفريقية والتزامات المغرب اتجاه (الكاف)، والتي يتحمل مسؤوليات مهمة بالأجهزة التقريرية داخل هذا الجهاز، وهذا له تكلفة تحملتها مختلف أجهزة الدولة خلال السنوات الأخيرة، وليس جامعة كرة القدم وحدها، ومن بينها نفقات استضافة كأس أمم إفريقيا للمحليين التي نظمت بأربع مدن مغربية وفاز بها المنتخب المغربي، والتي فاقت قيمتها 12 مليار سنتيم.

لكن ما يستدعي الانتباه هو الهجوم على أسماء بعينها سواء بسبب أو بدونه، كما حدث خلال مونديال روسيا ، أو بعد تخلي المغرب عن الرغبة في احتضان كأس إفريقيا للأمم لسنة 2019، وحاليا بعد حكاية العشرين مليار سنتيم.

نعود ونقول إن ما قامت به الجامعة يعكس توجه دولة وليس رغبة أشخاص، لكن هذا لا يلغي ضرورة المحاسبة والوقوف على حقيقة كل رقم خاصة إذا كان من المال العام، لكن لا للركوب على بعض التفاصيل لتصفية حسابات ضيقة وشخصية تغديها حرب مواقع، ولا تقيم وزنا لمصلحة الوطن قبل كل شيء. 

عن صحيفة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية العشرين مليار حكاية العشرين مليار



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 17:28 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تمنعك مِن النوم ليلًا عليك الابتعاد عنها

GMT 14:54 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

السجن أربع سنوات لطالب بسبب فيديو حول الملك

GMT 07:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العقوبات الأميركية تطال وزير الداخلية الكوبي

GMT 11:15 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أولغا توكارشوك تفوز بجائزة نوبل في الآداب لعام 2018

GMT 19:09 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أجمل أساور ذهب عريضة من مجموعات مجوهرات 2020

GMT 03:01 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأبيض والأسود يسيطران على الحضور اعتراضًا على التحرش

GMT 11:39 2014 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

"شيفروليّة" تطلق الجيل الجديد من "كامارو" في 2016
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya