الخبار فراسكم

"الخبار فراسكم"

المغرب اليوم -

الخبار فراسكم

بقلم - يونس الخراشي

لا يولد الشغب في مدرجات الملاعب، كما يشاع. إنما يظهر هناك بعد رحلة طويلة يقضيها متخفيا بين البيت والمدرسة والشارع. وككل مرض غيره، يحتاج إلى معرفة الأسباب التي كانت وراءه. فذلك السبيل الوحيد لعلاجه. غيره مجرد تمديد لحياته السيئة، كي يظهر في أشكال مغايرة ولحظات مفاجئة.

يحتاج الشباب، دائما، إلى ما يملأون به فراغاتهم؛ وهو كثير. والرياضة جزء منه، بما تمنحه من فرص للاندماج، وتزجية الوقت، وتنفيس المكبوتات، والتعرف على الغير. وهي بذلك وسيلة للانضباط للقوانين، وتكريس الذات لأجل الكل وليس لأجل الفرد وحسب.

طبعا حين نقول الرياضة نعني بها ملاعب القرب؛ بما تتيحه من فسحة لممارسة أنواع رياضية متعددة، بينها كرة القدم والجري والرياضات الأخرى مثل كرة السلة واليد والطائرة، فضلا عن السباحة، وغيرها. وهذا يجعل الشباب مقبلا على الحياة، أقرب إلى التفتح على الدرس، وإلى الاندماج في المجتمع.

هذا لا يوجد في البيئة المغربية. فالشباب، وخصوصا منهم أبناء الأحياء الفقيرة؛ ويشكلون أغلبية من يذهبون إلى الملاعب، لا يجدون ما يملأون به أوقات الفراغ سوى مباريات البطولات الأوروبية. عدا ذلك، فالشارع بالمرصاد لكل طموحاتهم، وأحلامهم، وما يحملون بين صدورهم من رغبات ومكبوتات. وهو ما يصنع بشرا من نوع خاص؛ بشرا ناقما.

هؤلاء بالذات، وبغض النظر عما إذا كانوا ينتمون إلى ما يعرف بالإلترات أم لا، يحبون فريقهم بطريقة جنونية. إنه يمثل لهم كل شيء؛ أو تقريبا كل شيء. فهم لا يملكون شيئا عداه؛ يجسد طموحاتهم وأحلامهم التي لا يستطيعون في واقع الأمر أن يدركوها بأنفسهم. يرون فيه البطل الذي يتعين أن يكسب باستمرار. وحين ينهزم، يتألمون كثيرا، ويسخطون.

وحتى حين يكون فريقهم بخير، فهم يرون بأن وجودهم في الملعب فرصة لكي يمرروا رسائل خاصة، ويثبتوا وجودهم بطريقة ما. ومن ثم تأتي المشاكل تباعا، وتظهر عبارة عن شغب في ما بينهم أو بينهم وشبابا يشجعون فريقا آخر ينافس فريقهم، أو قد يظهر حتى عبارة عن كلام ناب، أو شعارات فاقدة للباقة، أو أغاني وأهازيج مثيرة للقلق.
لنلخص.

شبابنا بدون فسحات أمل. يتصيدهم الشغب في البيت والشارع والمدرسة. يرون في فريقهم بطلهم الذي لا ينبغي أن يقهر. يهيمون فيه حبا. يشاغبون سواء أكان مميزا أو في الحضيض. يبرزون عنفهم ضد أنفسهم وغيرهم. ويأتي العنف في صورة كلام، أو أفعال. 

كل هذا يثبت بأن الملعب مجرد مسرح للشغب، وهذا الأخير منبته خارج الملاعب. ومن ثم فالمفترض البحث عن دواء كي يصبح الملعب مسرحا للجمال والمتعة والفرح، ورسائل الحب، والأمل.
الشباب يحتاج فسحة. "الخبار فراسكم".
إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخبار فراسكم الخبار فراسكم



GMT 10:18 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

GMT 09:30 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

خيار استراتيجي…

GMT 09:46 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

Welcome to morocco

GMT 12:01 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

استراتجية الرياضة المغربية

GMT 14:29 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

تيكنولوجيا الفيديو..مذبحة الشعوب المستضعة!

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya