الإدارة التقنية المتهم الأول

الإدارة التقنية المتهم الأول؟

المغرب اليوم -

الإدارة التقنية المتهم الأول

بقلم - بدر الدين الإدريسي

يعيد السقوط الكارتي للمنتخب المغربي لأقل من 23 سنة، من أول الأدوار التصفوية الإفريقية المؤدية عبر البطولة القارية إلى دورة الألعاب الأولمبية - طوكيو 2020 - والذي استنزف ما استنزف من إمكانات مادية ولوجيستية على مدار ثلاث سنوات كاملة، ورصدت له جامعة الكرة ما تقدر عليه من أموال، ليكون بأتم الجاهزية ويكسب رهان الوصول للأولمبياد، يعيد هذا السقوط لثاني مرة على التوالي في الإختبار الأولمبي، لدائرة النقاش ما يحدث بداخل مؤسسة الإدارة التقنية، وما يرتبط على الخصوص بمنظومة التكوين.
يسائلنا هذا الإقصاء المر، بقوة عن سر هذا التضارب الحاصل على مستوى حضور نخبنا الوطنية في المشهد الكروي الإفريقي، ففي وقت تمكن فيه المنتخب الأول من ردم هوة كبيرة كانت تفصله عن الصفوة الإفريقية، وبات بتأهله للمونديال الأخير وأيضا بوجوده ضمن أفضل خمسة منتخبات إفريقية مصنفة عالميا علامة مميزة، تعاني أغلب المنتخبات السنية في فرض نفسها داخل المحيط القاري، وأغلبها يجد نفسه مقصيا من أولى الأدوار التصفوية.
وإذا ما نحن تجاوزنا الظهور المحتشم للمنتخب الأولمبي في مباراتيه أمام الكونغو الديموقراطية، والأداء الجماعي المستفز والفاقد للبصمة المغربية، فإننا نربط بين هذا السقوط المتكرر لمنتخباتنا السنية، أغلبها وليس جلها، بمنظومة اشتغال الإدارة التقنية والتي ناهزت فترة اشتغالها الخمس سنوات، وأيضا بمنهج العمل على مستوى تكوين النخب، وتلقاء ذلك كله ستتناسل الأسئلة عن مشروعية التوجه، وعن مدى صواب الإستراتيجية الموضوعة من قبل الجامعة لكي تكون مؤسسة الإدارة التقنية الوطنية مدبرة بمستوى عال من الحكامة.
لا خلاف على أن الجامعة بالمكتب المديري الجديد، الذي يقوده السيد فوزي لقجع منذ خمس سنوات، قد جعلت من الإدارة التقنية الوطنية إحدى أكبر الأولويات بل وأكثر الأوراش استراتيجية، ولن نختلف على أن الجامعة الحالية، يحسب لها لوجود وعي مسبق بأهمية الجهاز وأيضا لرحابة ذات اليد، أنها سعت لمأسسة هذه الإدارة، لا لتمكنها فقط من الإمكانات المادية واالوجيستية ومن الرأسمال البشري، ولكن أيضا لتمنحها جانبا من الإستقلالية في صناعة القرارات الكبرى، وقد كان المتوقع أن تنهض هذه الإدارة التقنية بالأعباء الملقاة على عاتقها، وفي طليعتها جعل المنتخبات الوطنية عبر حلقات من التكوين ذي المستوى العالي، تقف في صدارة المشهد الكروي الإفريقي وتتمكن من ربح رهان الوصول للمسابقات العالمية، إلا أن المحصلة كانت سلبية على طول الخط.
وأظنكم قد تنبهتم إلى أن رئيس الجامعة، توصل بمعيار النتائج والمحصلات، وبقراءة سريعة للمنجز خلال أربع سنوات من عمل الإدارة التقنية الوطنية، إلى أن الحصاد كان سلبيا، فأمر بعدم التجديد لكثير من الأطر المنتهية عقودهم، بل إنه ما أبقى على المدير التقني الوطني ناصر لارکيط لمدة زمنية نهازت التسعة أشهر في وضعية شاذة، إلا انتظارا لما سيكشف عنه مكتب الدراسات وانتظارا لما سيحققه منتخب أقل من 23 سنة في مشوار البحث عن جواز العبور للمونديال.
واليوم، إذ تتضح الصورة بالجلاء الذي لا يبقي حاجة للإنفاق على دراسات الجدوى وتقييم عمل كل هذه السنوات من عمر الإدارة التقنية، فإنه من الضروري أن نحذر من أن يأخذنا الإحباط والغضب من هزالة الحصاد إلى نقطة اليأس، فننسف الإدارة التقنية الوطنية، المؤسسة التي ما زلت على قناعة كاملة بأن لا مستقبل لكرة القدم الوطنية من دونها، أو أن نعيدها لصورتها الأولى، أيام كانت في زمن التقشف تحلق بنصف جناح.
لا شيء على الإطلاق سيقلل من ثقتنا في القدرة على كسب أصعب الرهانات، رهان أن تصبح الإدارة التقنية الوطنية هي مبتدأ كل عمل كروي في الحاضر والمستقبل، وهي الضامن الأكبر لوصول منتخباتنا للقمم الكروية الإفريقية والعالمية، وهي المشرعن تقنيا لهويتنا في مسرح كروي إفريقي تتصاعد فيه حدة التنافس، ولكن هناك حاجة ماسة لأن نبني بعمق على ما راكمته الإدارة التقنية الوطنية في السنوات الأربع أو الخمس التي انقضت على هيئتها الجديدة، بمعنى أن نواصل العمل في كل ما أنجز على مستوى التكوينات بمختلف الشعب، وأن نوجد القائد الذي يستطيع بكفاءة وبتجرد، أن يقود الإدارة التقنية بكفاءة عالية، فلا يقدم تنازلات ولا يسمح بالعمل في هذه المؤسسة إلا لمن تؤهله خبرته وسيرته الذاتية لذلك، بلا زبونية وبلا محسوبية.، فنمنع عن هذه المؤسسة كل الشطط الذي عرفته في توزيع المسؤوليات والسلط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة التقنية المتهم الأول الإدارة التقنية المتهم الأول



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya