عام التحايل على القانون

عام التحايل على القانون

المغرب اليوم -

عام التحايل على القانون

بقلم: بدر الدين الإدرسي

هو عام يمضي وينقضي، ويتجدد السؤال التقليدي ونحن نودع سنة 2018، عن الذي أنجزته الرياضة الوطنية على طول العام المنقضي، بخاصة في أوراش، هي قوام الإستراتيجية الوطنية التي أسست لها مخرجات المناظرة الوطنية حول الرياضة، ونصت عليها التوجيهات الملكية المتضمنة في الرسالة الملكية السامية التي وجهت لهذا التناظر الوطني.

وقد عمدت لأن أبتعد قليلا عن جرد الإنجازات الرياضية الوطنية، وعن محاكمة الرياضة الوطنية فقط من خلال حصادها خلال كل التظاهرات الدولية والقارية التي كان الرياضيون المغاربة فاعلون فيها، ليقيني الكامل أن حصر القراءات النقدية في منجز رياضي، كثيره لا يكون نتاجا لسياسية رياضية واضحة الأبعاد والأهداف. لذلك فإن قراءة المحصول الرياضي لسنة 2018، لابد وأن ينطلق أولا من أن السنة التي نودعها، تؤرخ فعليا لمرور عشر سنوات كاملة على انعقاد المناظرة الوطنية حول الرياضة بمخرجاتها وتوصياتها، وبإجماعنا الوطني على ضرورة إيجاد مقاربة ناجعة لمكانة الرياضة في منظومة الإشتغال الوطني، ولابد أن ينطلق ثانيا من الإعتراف ببطء وثيرة السير في تنزيل الإستراتيجية الوطنية بخصوص الرياضة، والتي تفرعت كما أسلفت عن المناظرة الوطنية حول الرياضة سنة 2008.

ولا أجد دليلا على التخبط الذي نعيشه إلى اليوم، وقد وصل الذروة خلال السنة المنقضية، أكثر من حالة الإحتقان التي توجد عليها وزارة الشباب والرياضة مع بعض الجامعات، والإرتباك الحاصل في تنزيل مضامين قانون التربية البدنية والرياضة 30-09، بخاصة ما يتعلق بمطابقة الجامعات الرياضية والأندية الوطنية لأنطمتها الأساسية مع النظام النموذجي الذي سنه المشرع بل وحدد سقفا زمنيا لتنزيله، وكذا خضوع الأندية لأحكام الإعتماد كما هي مشرعة، وطبعا ما يرتبط بالتتاؤب الحاصل على مستوى إحداث الأندية الوطنية المستوفية للشروط المنصوص عليها في قانون التربية البدنية والرياضة، لشركات رياضية بهدف الدخول فعليا في فلك الإحتراف.
فلا الوزارة الوصية وجدت الأرضية التي تقوم عليها النوادي ولا كثير من الاتحادات الرياضية جاهز ليمضي في طريق المطابقة سريعا إلى محطته النهائية، وبالتالي تكون الوزارة قد استجابت لإرادة المشرع وأحكام القانون، ولا جامعة كرة القدم التي هي الرياضة التي يعنيها أكثر الخيار الإحتوافي الذي حدده بالنص قانون التربية البدنية والرياضة، نجحت في إخضاع الأندية التي تشارك في البطولة الإحترافية للمنصوص عليه في قانون التربية البدنية والرياضة، بإحداث شركات رياضية.

ولعل المفجع في ما أفرزته السنة المنقضية، هو هذا التجاذب الأزلي بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية، وبين هذه الأخيرة والأندية، ما يفسر أولا بالهشاشة القانونية لأغلب المؤسسات الرياضية وثانيا بكون هذا المعطل القانوني والهيكلي يعيق الإشتغال بروح عالية في الأوراش الأخرى المحددة للإستراتيجية الوطنية حول الرياضية.

ولا أرى حاجة لأن تطيل الوزارة والاتحادات والنوادي الرياضية التناوش على منصة القانون، كل يريد أن يلوي دراع الآخر، إذ يكفينا أن تكون عشر سنوات قد انقضت والرياضة الوطنية بكافة الأوصياء عليها، لم تتحرك إلا بسرعة بطيئة نحو النقطة التي حددتها لها الرؤية المنبثقة عن المناظرة، وإذا كان قانون التربية البدنية والرياضة 30-09 هو أصل الخلاف والتناوش وبطء الحركة، فما على الخاضعين لهذا القانون من جامعات ونوادي وعصب، إلا أن يرفعوا الصوت ويدعون إلى تناظر وطني يختص فقط بمضامين قانون التربية البدنية والرياضة، تكون أسمى غاياته ملاءمة هذا القانون نفسه مع ما استحدث في المشهد الرياضي العالمي.

إن القانون والتشريع، ما وجدا في الأصل، إلا لينظما ويهيكلا الرياضة الوطنية، ويؤمنا مسار التغيير والتطور، ومتى شعرنا بأن القانون تقادم وأصبح مصدرا للتصادم وليس مصدرا للقوة الجماعية، متى كان مفروضا أن نعمد لتغييره، هذه هي الحقيقة التي يجب الجهر بها خلال عام 2019، فما عاد ممكنا أن نهدر مزيدا من السنوات في شد الحبل واللعب على النصوص والتلاعب بمصلحة الرياضة الوطنية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام التحايل على القانون عام التحايل على القانون



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya