أعيدوا النظر

أعيدوا النظر ..

المغرب اليوم -

أعيدوا النظر

بقلم: المهدي الحداد

للطبيب والمفكر والأديب المصري مصطفى محمود مقولة معبّرة ورائعة، إستحضرتها بعد الهدوء التام والإستفاقة الكاملة من صدمة إقصاء الفريق الوطني من كأس أمم إفريقيا قبل أسبوع، ويقول فيها :»لا تحزن عند الصدمات، فلولاها لبقينا مخدوعين لمدة طويلة، هي قاسية فعلا، لكنها صادقة..»
هذا الإستنتاج والتحليل لمفهوم الصدمات عموما، يمكن أن نعكسه على ما حدث للأسود مؤخرا بمصر، ليس بخطاب تشاؤمي وظلامي، ولا وفق المثل الشعبي المغربي «إلى طاحت البقرة..»، وإنما بلغة الواقع والمنطق والعقلانية التي نتهرب منها كمغاربة وعرب.
شخصيا وقد يشاطرني الرأي الكثير من القراء والمتتبعين، يجب أن نستفيق من خدعة ووهم مطاردة التاج الإفريقي الهارب منذ 44 سنة، وأن نتوقف لمراجعة الذات وإعادة النظر، ليس في كرة القدم وإنما في قطاع السياسة الرياضية في المغرب ككل، لكن السؤال هو كيف؟
أولا يجب التوقف عن صب كل إهتمامنا بكرة القدم كرياضة شعبية أُريد لها أن تكون الأولى والوحيدة بالمملكة، وأن نعود بقوة للتركيز على الرياضة المدرسية وتحسين جودة التكوين والممارسة داخل الأندية، ليس أندية الكرة التي أثبتت عجزها وفقرها وإنعدام سياسة التكوين لديها، وإنما داخل النوادي الرياضية في فنون الحرب وألعاب القوى والتنس وكرة اليد والسلة والطائرة..وحتى الرياضات البحرية التي نسيناها وكأننا في بلد له حدود برية من جميع الجهات.
للأسف ركّزنا كل الإهتمام والدعم والسيولة المالية لكرة القدم، والتي إرتفعت إلى أعلى الدرجات في السنوات الأربع الأخيرة بقدوم الرئيس فوزي لقجع، في إعتقاد منا أنها الحل لإنقاذ ماء الوجه والعودة لسيادة إفريقيا والتتويج بلقب الكان، وحتى أعضاء الحكومة ووزراء الشباب والرياضة الذين تعاقبوا على القطاع مؤخرا باتوا مركزين بشكل تام على الأسود، فتراهم يحضرون جميع المباريات التي يخوضها الفريق الوطني بالمغرب وحتى الخارج، كما حدث مع الوزير الطالبي العلمي الذي كان منذ توليه قيادة القطاع أول المشجعين للأسود كما حدث بمتابعتهم عن قرب في مصر، مع دعم مالي ومعنوي مطلق للجامعة والمدرب واللاعبين، والنتيجة في الأخير وكالعادة تكون الخيبة.
هل فعلا يعامل المسؤولون بقية الجامعات والمنتخبات بنفس المعاملة؟ هل يحرصون مثلا على الحضور المعنوي بجانب منتخبات السلة واليد والكراطي والتيكواندو وغيرها في البطولات القارية والعالمية؟ هل يستفسرون عن سير الإستعدادات للمحافل الدولية؟ الآن وقد تبقى على الألعاب الاولمبية بطوكيو سنة كاملة، هل يدركون أن التمثيلية المغربية مهددة بمشاركة عددية قليلة في ظل معاناة الكثير من الأبطال يوميا في التداريب، وتأثيرها على قدرتهم على التأهل إلى العرس الكوني أو التألق فيه؟
كيف هي أحوال الملاكمة والسباحة وألعاب القوى وحتى التنس، وهي الرياضات التي كانت إلى غاية الأمس القريب دائمة الحضور في الأولمبياد؟ هل سننتظر مجددا ميدالية يتيمة أو نجاح الصدفة والإستثناءات كما حدث في آخر دورتين بلندن وريو دجينيرو؟ وأين نحن من أيام الزمن الجميل والريادة العربية والإفريقية مع أبطال أولمبيين وعدائين أساطير إعتزلوا وذاب معهم الذهب والمجد؟
سيُصدم المغاربة بعد عام مجددا وسيسخطون عن قطاع الرياضة ككل في حال لم تتحقق الميداليات الأولمبية، وسينتقذون وسيعاتبون المسؤولين والجامعات والإعلام الذين يساهمون مباشرة في صنع الأبطال الحقيقيين والمزيفين، لكنني ومن الآن سأستبق الأمر لأدافع لا أهاجم بعض الجامعات والأبطال المغلوب على أمرهم، فلو كانوا يملكون ثلث ميزانية جامعة كرة القدم والإمكانيات اللوجيستيكية الضخمة الموضوعة رهن إشارة منتخباتها، وقنديل ضوء صغير مسلط عليهم، ومساندة المستشهرين وتأطير الخبراء المحترفين لهم، فلرفعوا رايتنا في العالي وأنسونا آلام الكرة الملعونة، ونحن من ننتظر كل أربع سنوات لعل أحدهم يعزف نشيدنا الوطني بين الدول، ونحن بالكاد من نجد بعض أسماء أبطال وبطلات المستوى العال لنرشحهم سنويا لجوائز رياضيي العام. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعيدوا النظر أعيدوا النظر



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:07 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

مشاهد استثنائية ببن يدي مؤتمر pjd

GMT 08:25 2014 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

زيادة أعداد طائر خطاف البحر النادر في بريطانيا

GMT 08:36 2016 الأربعاء ,13 تموز / يوليو

Valentino Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 12:40 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستحمام بالنبيذ الأحمر يمنع التجاعيد

GMT 15:41 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

ميسي يغيب عن مواجهة المغرب لإصابة "حادة"

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 08:46 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المتحف الوطني السويدي يعيد فتح أبوابه مجانًا للجمهور

GMT 21:30 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

"تحليل ثوري" يكشف "العمر المتبقي" للإنسان

GMT 10:57 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

أحذية رياضية لا تتخلى عن اقتنائها في الصيف

GMT 20:25 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

رئيس الشيشان يهدي صلاح حق المواطنة الشيشانية
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya