شقاق في وطن الوفاق

شقاق في وطن الوفاق

المغرب اليوم -

شقاق في وطن الوفاق

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا أخلاقيات المهنة ولا إشارات المنع التي تنتصب في شارع الزمالة، ولا ما أحرص دوما عليه من كياسة لغض الطرف عما يعتمل في مشهدنا الإعلامي العربي من موبقات فكرية وسلوكية، لا شيء من هذا سيحول دون أن أضعكم في صورة ما حدث خلال الجمعية العمومية للإتحاد العربي للصحافة الرياضية المنعقدة بعمان عاصمة أردن النشامى والعزة والكرامة، فالأمانة الفكرية والنزاهة الإعلامية تلزماني بالإعتراف على أن ما حدث في بداية تلك الجمعية العمومية كان مجلبة للعار وإساءة عن عمد لأخلاقيات التناظر وضربا مبرحا للترافع باسم مهنة الإعلام الرياضي للإنتصار دوما للرقي الفكري.
عمان التي تواجدت بها مع زميلي محمد الروحلي لأربعة أيام، ليقف الروحلي على مسرح الإعتراف، مقلدا بميدالية التكريم العربي، ولأسعى بكل تواضع، لنيل ثقة الزملاء في البقاء لسنوات أربع أخرى إن شاء الله، عضوا باللجنة التنفيذية للإتحاد العربي للصحافة الرياضية، وجدتها كما عهدتها فاتحة الأدرع لأشقائها العرب، وساعية لأن تكون كما أرادت ذلك العائلة الهاشمية منذ أمد بعيد أرضا للإتفاق وفضاء للوفاق العربي. وستخلد بالذاكرة كثير من صور البهجة التي أشاعتها احتفالية العيد الحادي عشر للإعلاميين الرياضيين العرب، المنظمة بكثير من الإتقان من قبل الإتحاد العربي للصحافة الرياضية، تنزيلا لتقليد جميل يحتفي بقادة الإعلام الرياضي من المحيط إلى الخليج العربي، فمن منا لا يتمنى أن يقف على تلك المنصة الإحتفالية، ومن منا يستطيع حبس دموعه في لحظة تسلم إكليل الوفاء والعرفان، تتويجا لسنوات كثيرة قضاها في خدمة إعلام وطنه وعالمه العربي.
وقد رأى الإتحاد العربي للصحافة الرياضية أن يجمع بين العيد الحادي عشر للإعلاميين الرياضيين وبين جمعيته العمومية، لتكون المسافة الزمنية الفاصلة بينهما يوما واحدا، ليقينه الكامل أن المشهد سيسوده الكثير من الوفاق والإصرار على وحدة صف الإعلام الرياضي العربي، وأن كل من سيأتى مكرما أو منتدبا من بلده لحضور الجمعية العمومية، حريص على حماية خيمتنا الإعلامية، التي هي الإتحاد العربي للصحافة الرياضة من كل ما يعصف بزمننا العربي من رياح خبيثة.
ولم تكن المشاهد التي وقفت على كثير منها في كواليس الجمعية العمومية، من تربيطات وتجاذبات ومحادير ووشوشات في الردهات، هي من طبيعة الجموع العامة التي حضرت المئات منها، لتنبئني بهذا الذي ينتظرني وكل الزملاء خلال الجمعية العمومية التي انعقدت يوم الأحد الماضي بقاعة "هلا" بمدينة الحسين الرياضية للشباب، برغم أنني كنت أعرف سلفا أننا نتحرك في حقول ألغام، وتعترضنا الكثير من المطبات، وأن الهاجس المهني ليس وحده من يؤثث ذاك التجمع الإعلامي الرياضي العربي.
وقد تصورت خطأ أنني نجحت مع زملائي داخل اللجنة التنفيذية للإتحاد العربي للصحافة الرياضية ، ومع القامات الإعلامية المكرمة والمدعوة، في تقديم ما يكفي من التطمينات على أن الجمعية العمومية ستحاول قدر المستطاع أن تنأى بنفسها عن كل التجاذبات، وستكون لها كل الصلاحيات للتداول في أجواء ديموقراطية باحترام كامل للمنصوص عليه في النظام الأساسي. إلا أنه مع الشروع في مناقشة أولى النقاط المدرجة في جدول الأعمال، والمتمثلة في عرض التقرير الإداري على التداول ثم التصديق عليه، سيفجر الوفد اللبناني اللغم الأول، بقوله أنه لم يتلق التقرير الإداري قبل شهر من موعد الجمعية العمومية كما تنص على ذلك اللوائح، وذهبت ثلاث دول في نفس المنحى، برغم أن الأمين العام أصر على أن كل الجمعيات والروابط واللجان الأهلية توصلت بالتقرير باحترام كامل للآجال الزمنية، وقد أكد ذلك بيان الإيميلات المرسلة من الأمانة العامة والذي يقول أن التقرير وصل للجميع قبل شهر و5 أيام، بمن فيهم الجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي أتشرف برئاستها.
ولأن من جاؤوا بنية نسف الجمعية العمومية، لم يرضهم أن يطلب الأمين العام التصديق على التقرير الإداري بعد أن أكدت 12 دولة توصلها به، فقد هاجوا على منصة الرئاسة في مشهد قميء ومخز، وبين تطاول على القامات الصحفية وإساءة الأدب على رئيس الإتحاد العربي واعتداءات لفظية أستحي من ذكرها، صدرت الجمعية العمومية مشهدا لا يقل سوء عن مشاهد الشغب التي تضرب ملاعبنا، ونكون نحن الإعلاميون في مقدمة مستهجنيها والمنددين بها، لينفجر اللغم الثاني، عندما أطلق رئيس الوفد الأردني، رئيس الإتحاد الأردني للإعلام الرياضي شرارة الإنسحاب من الجمعية العمومية ومعه ثلاثة وفود بينهم الوفد اللبناني الذي عدل عن قرار الإنسحاب بعودة ممثله إلى الجمعية العمومية، معتذرا عما بدر من زملائه من إساءات لفظية وحتى جسدية، للجلسة ولرئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية تحديدا.
انسحاب عن سبق إصرار وترتيب، سينزع عن القاعة عناصر الإحتقان ويخليها من بذرات التوتر، لتتواصل أشغال الجمعية العمومية بكل انسيابية، وقد عاد إليها الهدوء والسكينة، وتنتهي إلى ما انتهت إليه من قرارات، أهمها انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، ولو أن ما حدث سيظل وشما في الذاكرة، وكيف لا يكون كذلك، وقد سارع المنسحبون لإعلان هيئة إنقاذ، من المثير للحزن أكثر من الإستغراب، أن من شكلها وترأسها رئيس الإتحاد الأردني للإعلام الرياضي، الذي يرأس الإتحاد العربي للصحافة الرياضة قامة إعلامية مرموقة من بلده، ومقر الإتحاد العربي في بلده والجمعية العمومية تقام ببلده وهو من منح التزكية لمحمد جميل عبد القادر ليترشح لولاية جديدة.
ظننت في لحظة أن زميلنا رئيس الإتحاد الأردني للإعلام الرياضي، قد انسحب من القاعة بهدف رأب الصدع وترطيب الخواطر وإنقاذ الجمعية العمومية التي تقام برعاية من اتحاده من الدمار، فإذا به ينسحب لينقلب على ابن بلده، ويحدث الشقاق عوض الوفاق.
يا عجبي... 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شقاق في وطن الوفاق شقاق في وطن الوفاق



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya