دموع لميمات

دموع لميمات ..!

المغرب اليوم -

دموع لميمات

بقلم ـ المهدي الحداد

ألّمتني جدا تلك المشاهد التي كانت أمام باب المحكمة الإبتدائية بالرباط يوم الجمعة الماضي، وصور البكاء والنحيب من أمهات وعائلات معتقلي الكلاسيكو بين الجيش والرجاء، والذي كان مقيتا على مستوى الأحداث اللارياضية والشغب والفوضى، والإصطدامات والعنف الدموي خاصة بين فصائل الرجاء البيضاوي ورجال الشرطة.
 إنتهت الرياضة والتباري في 90 دقيقة، ولم تنتهي محنة فئة من الجمهور التي غادرت الملعب على مثن سيارات الشرطة، وعوض أن ترجع إلى بيتها وحيها إقتيدت ليلا إلى زنزانة سجن ضواحي العاصمة، في سيناريو مروع وصاعق لم يخطر على بالها حينما كانا في طريقها إلى الملعب ظهرا.
 قاصرون وشبان في قفص الإتهام، قد يكونوا مذنبين وقد يكونوا أبرياء، غلبهم الطيش والإندفاع، وزاغ بهم قطار الرشد والنضج، ليدخلوا فجأة نفق السجون والمحاكم بعدما كانوا تلاميذ وطلاب في الثانويات والجامعات، ويضيع مستقبلهم المهني بوسخٍ في السجل العدلي سيظل عالقا في كتاب حياتهم إلى الأبد.
 إستحضرت وأنا أرى فيديوهات مؤثرة جدا لأمهات تبكي على أبنائها الرجاويين المعتقلين، أغنية «في بلادي ظلموني» الشهيرة لفصائل الأخضر والتي تقول في أحد مقاطعها: بالشغب شْحال تهمْتو، نسيتو شْحال صفقتو، بشهور الحبس جازيتو..رجاوي ضيّعتو حياتو، فخدمتو وقرايتو، حيث ما فْهمتو لا باسيون..»، وبقدر ما وافقتهم الرأي وصدّقت أقوالهم، بقدر ما إستغربت للمبرّر الذي يقولون أنه سبب ويلاتهم وسجنهم، والمتمثل في «لا باسيون» أي الشغف، وهو «فيس» الكرة والملاعب والتشجيع الصاخب، والحب الجنوني للفريق، والذي يفتقد في الكثير من الأحيان للنضج، حينما لا يفكر الشباب بعقولهم، ويتعرضون للشحن والإحتقان، ويُدفعون في واجهات الإحتجاجات، مع إستغلال سوء تربيتهم أو لاوعيهم أو حقدهم على المجتمع والدولة وأوضاعهم، ليكونوا بمثابة الشرارة والقنابل القابلة للتفجير فور أي إخفاق أو خسارة وتذمر.
 حمقى هم فعلا أولئك المشجعون الذين لا يأخذون العبر ولا يتعلمون من الدروس، فيشاهدون الجرحى والقتلى والمعتقلين في الملاعب الكروية، ويصّرون على تكرار نفس الأخطاء ونفس الهمجية في التعامل مع الوقائع، ويدينون بعدها المسؤولين الأمنيين على قيامهم ب»شطابة» في حملات إعتقالهم دون تمييز بين المذنب والبريء، في وقت يجيبهم الراشدون والعقلاء بعبارة «أشداك لتمّا».
«اللّي فرط يكرط واللّي دار الذنب يستاهل العقوبة»، لكن العقوبة الحقيقية والقاسية ليست تلك التي تنزل بحق هؤلاء الشباب وإنما بحق عائلاتهم وخصوصا أمهاتهم، اللائي يُسجنن معهم في زنزانة الهم والبكاء والمتاعب، ويصبحن الضحيات ومؤديات ثمن هذا الشغب والعنف الذي يشتت العائلات ويحطم الأحلام والأمنيات، بسبب شغفٍ مبالغ فيه بالكرة وحب فريقٍ لا يقوم في جل الأحيان بأي ردة فعل بعد إعتقالهم.
 أتمنى أن تنتهي هذه السلوكات للأبد، وأن تتوقف الأمهات عن النحيب بسبب لُعبة للتسلية إسمها كرة القدم، وأن تقوم السلطات بحظرٍ نهائي لتنقلات الجماهير خارج مدنها، أما الأنصار فعليهم بتأمل جيد للعواقب، وتفكير في الأم التي تعتبر أعز ما لديهم، وخط أحمر لكنهم يتجاوزنه أحيانا، وهم الذين يتغنون بها ويشعرون بألمها، ويصدحون بمواساتها في المدرجات، كحال فصيل إلترا «وينرز» الذي يقول عنها:
«بدموع لميمات..نكتب هاد سطور، حياتنا سبيطارات.. يا كفن يا جيور..،مقاصدش نبكيك..حاس بيك كاتبكي بلا حس، يا حسن عوانها..يا ديك لميمة، يا ديما فبالها..يديك لحنينة، الله يسمح لينا..من والدينا.»

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دموع لميمات دموع لميمات



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya