كرة اليد المغربية و سياسة الارتجال

كرة اليد المغربية و سياسة الارتجال

المغرب اليوم -

كرة اليد المغربية و سياسة الارتجال

عبد الله العلوي

إلى متى سنظل نفرح بالمركز الرابع في أي تظاهرة أفريقية نخوضها ؟ سؤال أصبح يؤرق المهتمين بكرة اليد المغربية، فالبطولة الأفريقية التي أقيمت في المغرب، أظهرت ارتجالًا كبيرًا من جميع الأطراف المتداخلة سواء إدارية أو تقنية، و يبقى السؤال الجوهري الذي يطرحه المتتبعون لشأن كرة اليد الوطنية إلى متى سنتجاوز ونتفوق على أشقائنا العرب؟  فأي دورة أفريقية نخوضها نصل عند حاجز الدول العربية، فننهزم شر هزيمة، هل هو ضعف الاستعداد؟ أم أشياء أخرى لا تتحكم فيها السواعد المغربية؟. وعند اقتراب كل دورة أفريقية  تبدأ الجامعة الملكية في سياسة الارتجال، فتقوم بتحديد تجمعات استعدادية في زمن قصير لا تسمن ولا تغني من جوع، إذ قبل الموعد الأفريقي خاضت السواعد المغربية استعداداتها في الدوحة القطرية مستغلين الألعاب العربية التي ظهروا من خلالها باهتين أمام منتخبات أتت إلى الدورة بلاعبين غالبيتهم غير أساسيين، ومن خلال قراءتنا للدورة العربية، يتبين أنها ليست مقياسًا ومعيارًا للاستعداد بالنسبة لمنتخب اليد، إذ يتعين على السواعد المغربية الاحتكاك بالمدارس الأوروبية التي لها باع طويل في مجال كرة اليد، وعلى الرغم من هذا لا يجب أن نلوم العناصر الوطنية التي تلعب بالمقدرات المحدودة التي تتوافر عليها، فتصل إلى أبعد حد في المنافسة،  وهو في أغلب الأحيان المركز الرابع. وفي كل دورة أفريقية يكون نهاية مسار المنتخب الوطني لكرة اليد على يد إحدى دول شمال أفريقيا من أمثال تونس والجزائر وحتى مصر، هذا المصير لا يأت اعتباطيًا، بل يصطدم بواقع فعلي يعكس المستوى المرتفع لهذه الدول التي تنفق الغالي والنفيس من أجل تكوين منتخبات قوية، إذ تستفيد الفرق العربية المذكورة من تجمعات طويلة الأمد و تحتك بأقوى مدارس اليد العالمية، عكس منتخبنا الوطني الذي يصارع الزمن لجمع اللاعبين في وقت قصير، مكرسين بذلك سياسة الارتجال إدارية كانت أم تقنية، فعند أي تصريح للسيد الطاطبي رئيس الجامعة الملكية لكرة اليد والذي يوجهه لوسائل الإعلام دائما يقول الطاطبي إن "السبب الرئيسي في عدم تطور كرة اليد المغربية، هو الجانب المالي فإلى متى سنبقى نتخبط في المشكلات المادية في ظل تطور منتخبات كانت في الظل، وبدأت تظهر على الخارطة الأفريقية بشكل قوي؟. الوضع التي تعيشه كرة اليد المغربية وضع لا يحسد عليه، فالبطولة الوطنية لكرة اليد أكبر جواب على ذلك، فنشاهد دائمًا سيطرة فريقين في أغلب الأحيان على أطوار البطولة، وهما ناديا الرابطة البيضاوية والمكناسي بحكم عراقة الناديين، وأيضًا بحكم توفرها على مورد مالي محترم، في حين باقي الأندية تتخبط في عدة مشكلات، منها غياب قاعات خاصة بهذه الأندية، إضافة إلى المشكلات المادية التي تشترك فيها غالبية الأندية المغربية، هذا الوضع كيف سيطور كرة اليد المغربية؟، وكيف سنبني منتخبًا قويًا يقارع أعتد المدارس الأفريقية، هذا المعطى دائمًا يجعل الطاقم التقني للمنتخب الوطني يستنجد دائمًا باللاعبين المغاربة المحترفين في الخارج، لإنقاد المشاركات المغربية في المحافل الأفريقية من شبح الإقصاء المبكر. وعمومًا يجب على المسؤولين القائمين على شأن كرة اليد الوطنية البحث عن الموارد المالية من أجل تكوين منتخب قوي في أفضل الظروف، وأيضًا الاهتمام  ببناء بطولة وطنية قوية تقوم بتطعيم المنتخب المغربي بلاعبين قادرين على حمل القميص الوطني في المحافل القارية والدولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة اليد المغربية و سياسة الارتجال كرة اليد المغربية و سياسة الارتجال



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

GMT 03:39 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عناد فوزي لقجع

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 15:56 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

واين روني يسخر من المدرب جوزيه مورينيو

GMT 06:53 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

الكشف عن سيارة مرسيدس بنز "فيتو 119سبورت كرو"

GMT 12:21 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

النجم الرياضي للملاكمة يشارك في البطولة العربية لفئة الشباب

GMT 17:58 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نبيلة عبيد تُشيد بطريقة تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 23:48 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بلا أفلام مصرية

GMT 19:00 2014 الإثنين ,11 آب / أغسطس

تارت سهل و سريع

GMT 20:23 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشفى الجامعي في وجدة يطوّر قسم إنعاش النساء الحوامل

GMT 21:45 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الفرق بين قلب الرجل وقلب المرأة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya