مغالطات

مغالطات

المغرب اليوم -

مغالطات

خالد الحري

مغالطات عديدة صاحبت عملية التصريح بالممتلكات بالخارج غذتها تصريحات رسمية، فقد سبق لوزير الاقتصاد والمالية، خلال اجتماع حكومي، الأسبوع الماضي، أن أكد أن قيمة الممتلكات المصرح بها وصلت إلى 12 مليار درهم، ليأتي بعد ذلك مدير مكتب الصرف ليضيف أنها يمكن أن تناهز 15 مليار درهم مع انتهاء المدة المحددة.

إلى حد الآن، يظل الأمر عاديا، مادام المسؤول الحكومي يتحدث عن مبلغ قبل انتهاء المدة القانونية للتصريح، في حين أن المدير العام لمكتب الصرف، باعتباره المشرف على العملية، يقدم توقعاته، بناء على المعطيات المتوفرة لديه، للقيمة الإجمالية للتصريحات بعد انتهاء الأجل القانوني.

لكن يأتي تصريح رئيس الحكومة ليخلق التباسا حول الموضوع، إذ أوردت جريدة "التجديد" أن بنكيران توقع، خلال اجتماعه بفريق حزبه النيابي، الثلاثاء الماضي، أن تصل المساهمة الإبرائية إلى 20 مليار درهم، أي المبالغ التي يؤديها المخالفون لقوانين الصرف من أجل تسوية وضعيتهم تجاه مكتب الصرف وإدارة الضرائب. وإذا علمنا أن قيمة المساهمة الإبرائية تعادل 10 في المائة من قيمة الممتلكات المصرح بها عند اقتنائها، فإن القيمة الإجمالية للممتلكات المصرح بها، يجب أن تصل، حينها، إلى 200 مليار درهم، ما يصعب تحقيقه.
وهكذا نصبح أمام أمرين لا ثالث لهما، إما أن بنكيران تعمد الخلط، من أجل تضخيم الحصيلة الحكومية التي تظل هزيلة ويحاول اغتنام أي شيء من أجل النفخ في إنجازات الحكومة، أو أن رئيس الحكومة لا يعي جيدا مضامين ومفاهيم المعطيات الإحصائية التي تقدم إليه. وزير المالية تحدث في مجلس حكومي، بما لا يدع مجالا للشك، أن الأمر يتعلق بقيمة الممتلكات المصرح بها وليس إيرادات المساهمة الإبرائية.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار المبالغ المقدمة أو المتوقعة، فإن القيمة الإجمالية النهائية للممتلكات المصرح بها ستتراوح، في أحسن الأحوال، بين 15 مليار درهم و20 مليارا، ما يعني أن الخزينة ستحصل ما بين 1.5 مليار درهم ومليارين من المساهمة الإبرائية.

مما لاشك فيه أن العملية حققت نجاحا، بالنظر إلى سقف التوقعات، إذ كانت الحكومة تراهن على الوصول إلى 5 ملايير درهم من قيمة الممتلكات المصرح بها، في حين أن المعطيات المؤكدة تشير إلى حوالي 15 مليار درهم. لكن، بالمقارنة مع إجمالي المبالغ المهربة والأصول الموجودة بالخارج التي لا يصرح بها، فإن المبلغ يظل هزيلا، ويتعين بذل مجهودات كبيرة من أجل إعمال القانون والضرب بيد من حديد على الذين يواصلون التستر على ممتلكاتهم بالخارج. حينها، فقط، يمكن أن نتحدث عن عشرات ملايير الدراهم من الذعائر على المخالفين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغالطات مغالطات



GMT 12:01 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

GMT 13:27 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

استراتيجية مكافحة الجريمة الاقتصادية

GMT 11:48 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات الأعمال

GMT 11:21 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

أوجه النشاط التسويقي

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 01:35 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

شهر العسل في السويد قمة السعادة في بلد الأحلام

GMT 08:51 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

التونسي لطفي بوشناق يرفع علم مصر في مطار القاهرة

GMT 03:30 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد ترتدي الجينز المزدوج في شوارع نيويورك

GMT 05:04 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"شانغريلا Shangri-La" صُمم على شكل زهرة "الأوركيد"

GMT 13:09 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

مواطن تركي يعثر على طير الأبابيل نادر الظهور

GMT 12:21 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"رينو تاليسمان" السيارة الأكثر جاذبية في التصميم
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya