بريطانيا تختار اليوم برلماناً جديداً

بريطانيا تختار اليوم برلماناً جديداً

المغرب اليوم -

بريطانيا تختار اليوم برلماناً جديداً

بقلم - جهاد الخازن

الانتخابات النيابية في بريطانيا اليوم، والتنافس على 650 مقعداً مع ترجيح غالبية من استطلاعات الرأي العام فوز المحافظين بنسبة ضئيلة جداً. كان حزب المحافظين متقدماً كثيراً على حزب العمال قبل شهرين، ورأت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن تغتنم الفرصة لتعزيز غالبيتها البرلمانية فدعت في السابع من الشهر الماضي الى انتخابات جديدة مع أن البرلمان كان في سنته الثانية من أصل خمس سنوات هي المدة القانونية.

أكتب ظهر الأربعاء وآخر استطلاع للرأي العام يعطي المحافظين 43.4 في المئة من الأصوات، والعمال 36.5 في المئة، والليبراليين الديموقراطيين 8.4 في المئة. ثمة استطلاع آخر يجعل الفارق واحداً في المئة فقط لمصلحة المحافظين.

بريطانيا كلها تابعت المناظرة التلفزيونية بين تيريزا ماي وجيريمي كوربن، إلا أنني وجدت في نهاية البرنامج الذي تحدث فيه كل من رئيسي الحزبين من دون مواجهة مباشرة مع رئيس الحزب الآخر أن المناظرة انتهت بالتعادل، ربما مع تقدم بسيط لا يكاد يكون منظوراً لكوربن. وغابت ماي عن المناظرة الثانية ما عرّضها للانتقاد.
تعلمت وقد أقمت في لندن عقوداً ألا أصدق صحف لندن، فكل منها يكتب بحسب ولائه السياسي، من دون التزام الحقيقة. بعد المناظرة قالت جرائد اليمين التالي:

- «الديلي تلغراف» في مانشيت: كوربن يتنصل من تحدي الإرهاب. «الديلي تلغراف» أيضاً: كوربن أراد سحب «حماس» من قائمة الإرهاب. أقول إن «حماس» حركة تحرر وطني والإرهاب إسرائيلي تؤيده التلغراف.

- «الديلي ميل»، وهي تابلويد متطرفة هابطة، اختارت لصفحتها الأولى خبر موت موظفة في حديقة حيوان هاجمها نمر، وفي الداخل: باكسو يشوي صديق الإرهابيين، والمقصود أن المذيع جيريمي باكسمان سلق كوربن بلسانه الحاد. هذا لم يحدث وكوربن قال لباكسمان إنه ليس ديكتاتوراً داخل حزبه. في يوم آخر، تهاجم الميل اقتصاد كوربن على أنه خرافة. هو يظل أفضل من تابلويد متطرفة.

الواقع إن باكسمان قال لرئيسة الوزراء إنها متكبرة أو متعجرفة، بمعنى «شايفة حالها» بالعاميّة. ماي قالت إن لا أحد يستطيع أن يضمن زيادة تمويل تعليم الطلاب، ورد عليها الجمهور بهتاف الاستنكار، وسمعت: الزيادة مبرمجة. وأيضاً: راجعي أرقامك. ومثله: أنتِ فشلت في شكل واضح. أعتقد أن تيريزا ماي أفضل من رأي جمهور التلفزيون بها، وهي قالت إنها تريد منع المسنين من بيع بيوتهم للإنفاق على أنفسهم بعد التقاعد. مع ذلك، قرأت أن هناك أغنية صعدت الى المرتبة الأولى بين أغاني الأسبوع تقول عن ماي: كذابة، كذابة، لا يمكن الوثوق بها.

هذا الكلام مبالغة لأن ماي ليست كذابة، حتى وهي تغيّر مواقفها السياسية لمواكبة تغيّر رغبات الناخبين. أذكر أنها كانت من قادة الحملة للبقاء في الاتحاد الاوروبي، وهي الآن رئيسة الوزراء وتقود الحملة للخروج من الاتحاد، ثم ترفض شروطاً للخروج تمليها بروكسيل. أذكر أيضاً أن تيريزا ماي كانت وزيرة للداخلية سنة 2013، ووزارتها أطلقت سيارات شحن في طول البلاد وعرضها ترفع شعار: إذا كنت في المملكة المتحدة بطريقة غير شرعية عُدْ الى بلادك أو واجه الاعتقال. الحملة فشلت وأوقفتها الوزارة بعد أن عاد 11 شخصاً فقط الى بلادهم.

اليوم بريطانيا تتعرض للإرهاب، فأقول إن الشرطة البريطانية في السنوات الأخيرة من حكم المحافظين خسرت حوالى 20 ألف شرطي، وأصبح واضحاً الآن أن زيادة أعداد الشرطة ضرورية، مع استعمال الجيش في حماية أماكن عامة في العاصمة لندن وخارجها. أرجح فوز ماي مساء اليوم، ثم أقول إن لا خطر على الديموقراطية البريطانية، فالناخبون هنا لن يختاروا يوماً مثل دونالد ترامب ليقودهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تختار اليوم برلماناً جديداً بريطانيا تختار اليوم برلماناً جديداً



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا العبدالله تزور مخيمات للروهينغا في بنغلادش

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 10:34 2013 الجمعة ,22 شباط / فبراير

رجل يسترجع كلبته بعد فراق 10 سنوات

GMT 08:37 2015 الإثنين ,05 كانون الثاني / يناير

أسماء عبدالله تعتمد على "البانتير" لإخفاء عيوب الجسم

GMT 21:43 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فنانون وإعلاميون يعبرون عن حزنهم لرحيل عبد الله شقرون

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 14:55 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أندية إنجليزية تتعاون مع السجون في مبادرة للتصدي للجرائم

GMT 18:03 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

المغاربة يتضامنون مع عائلة ضحية سفاح "إفران"

GMT 13:31 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التوأم الأكثر تطابقًا في العالم يرغبان في الزواج من رجل واحد

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya