ليش «هجّت» كوثر الغزية

ليش «هجّت» كوثر الغزية

المغرب اليوم -

ليش «هجّت» كوثر الغزية

بقلم : حسن البطل

«بتتذكرني؟ أنا كوثر الفلسطينية الغزية، اللّي كنت أحلم ببلاد الثلج». كتبَت لي على «فيسبوك» يوم 2 تموز 2019. وحتى أتذكر أنعشَت ذاكرتي بصورة عمودي في 20/9/2011.ذلك العمود كان يحكي عن احتفالات الفلسطينيين بأيار النكبوي، ومنها أن منشد الثورة «ابو عرب» سيغني في قصر رام الله الثقافي: «هات البارودة/ راجع عَ بلادي/ صوت الجدود عليّ بينادي» مات أبو عرب دون حلمه، لكن كوثر صارت تعيش حلمها في بلاد الثلج!مطلع ذلك العمود، حسب صورة له من كوثر، هكذا: «هاي السنة، تنهي كوثر الفلسطينية الغزية، دراسة جامعية. هي تحلم ببلاد الثلج وبعريس منها. عمرها 22 سنة، ولا تعرف غير غزة من فلسطين الكاملة، ومن بلاد المعمورة قاطبة. عذرتها في حلمها برحيل يأخذها إلى «بلاد الثلج».. ألا تحلم الضفاوية ببحر غزة مثلاً..»؟ماذا قال سيغموند فرويد عن الأحلام؟ «الحلم مرض نفسي قصير، يستغرق الليل، وأمّا المرض النفسي فهو حلم طويل يستغرق الليل والنهار». كان عمر كوثر 22 سنة في العام 2011، وصار لها من العمر 28 سنة، وهي تعيش الآن حلمها في السويد. • أعذرك .. صار لك عريس سويدي؟ عندك شغل؟ هل تحنّين إلى غزة؟
 • أشتغل الآن بصناعة الأدوية، وزراعة الخلايا.. وأعيش في سلام مطلق مع شاب سويدي رائع.. وللأسف لا أحنّ إلى غزة؟.لا أعرف، من أي جامعة في غزة تخرّجت كوثر، لكن في أيار النكبوي، وحزيران النكسوي تعجّ الصحف الفلسطينية بتغطية مناسبات التخريج والتفويج، وبامتحانات نهاية سنة مدرسية!كان عنوان العمود، قبل ثماني سنوات؛ «الخطرة الجاي في غزة»، وحسب صورة العمود كما أرسلتها من السويد كوثر، فقد أحرز 1956 قراءة، أي أكثر بمرتين من قراءات عمودي في الأعوام الأخيرة.دعكم من التفسير الفرويدي الجنسي للأحلام، وعقدتي «أوديب» و»الكترا»، لأن حلم كوثر الطفولي هو من أحلام «حالة حصار» تعيشها غزة، ويشاركها فيه أكثر من نصف الشبيبة الغزية؟ وزهاء ربع الشبيبة الضفاوية، وكوابيس الحصار في غزة، وحالة الاحتلال في الضفة، لا علاقة لهما لا بعقدة أوديب الذكورية ضد الأب، ولا عقدة الكترا الأنثوية ضد الأم ـ الوطن.في فلسطين السلطوية زهاء 14 جامعة وكلية جامعية، ومعهد أكاديمي، وزهاء 100 ألف طالب فيها، يعانون بعد تخريج وتفويج من بطالة تبلغ 60% في غزة و18% في الضفة، نتيجة عقدة المضطهَد الذي صار مضطهِداً للفلسطيني.لم أسأل كوثر متى «هجّت» من غزة إلى السويد، وكيف وصلت إلى هناك، لكنها تعيش ما كان حلمها الطفولي في «بلاد الثلج» وتعيشه في حالة «سلام مطلق»، وتعمل كسويدية في «صناعة الأدوية وزراعة الخلايا» وصار لها شريك حياة سويدي رائع، وتستطيع بجواز سفرها الجديد أن تسوح في العالم الفسيح ما شاءت، وربما تزور قرية جدّها اللاجئ في ما صار إسرائيل، وبالطبع القدس ورام الله ومدن الضفة.«ما أضيق الأرض التي لا حنين فيها إلى أحد». هل لأن غزة ضيقة جداً، فلا تحنّ كوثر لها، أو أن بلاد الثلج فسيحة جداً تستطيع أن تعيش فيها حلمها: جواز سفر، وعمل.. وشريك حياة.. وراحة بال مطلقة!
أعطتني كوثر عنوان مدوّنتها، ولعلّها ستقرأ ما سأكتبه عنها للمرة الثانية. هل سأفتحه مدونتها وأسألها: هل تحنين إلى القدس ورام الله؟ إذا لم تكن تحنّ إلى غزة.. للأسف كما تقول؟في ذلك العمود من العام 2011 كتبتُ: «هذا أيار نكبتنا ودولتهم. في غزة يحلمون بمليونية تحاول دخول أرض فلسطين». منذ عام وشهور يحاولون في غزة «مسيرة عودة كبرى وكسر الحصار» ويموت شبان في عمر كوثر على السياج، أو يفقدون أطرافهم.. وهم في معظمهم خرّيجو جامعات متبطّلون لا يستطيعون الهجرة إلى «بلاد الثلج».«صيّاح الطوري»
في كل استطلاع رأي إسرائيلي حول توزيع مقاعد الكنيست في انتخابات لاحقة أخرى، لا أهتم سوى بعدد مقاعد «القائمة المشتركة»، ونسبة التصويت الفلسطيني وتوزيعها بين الأحزاب العربية والصهيونية.هناك من اقترح على الأحزاب الأربعة العربية إعطاء المقعد الخامس لمختار قرية العراقيب صيّاح الطوري، صاحب الشوارب التي «يقف الصقر» عليها، والتي تهدمها إسرائيل المرة تلو المرة، ويعيد أهلها بناءها في كل مرة. لماذا لا؟إيلان هاليفي!
قبل احتجاز إسرائيل أموال المقاصة، بذريعة رواتب الشهداء والأسرى، كانت تتعلّل بإطلاق أسماء الشهداء العظام على شوارع وساحات مدن فلسطينية.أخيراً، قررت بلدية البيرة تسمية أحد شوارعها باسم الراحل «إيلان هاليفي» اليهودي، وممثل منظمة التحرير في الاشتراكية الدولية، كما أطلقت بلدية رام الله على أحد الشوارع اسم الكونت برنادوت، الوسيط السويدي الذي اغتالته العصابات الصهيونية قبل النكبة، وإلى جواره «شارع صبرا وشاتيلا» عدا ساحة نيلسون مانديلا، وجورج حبش.. إلخ.70 %
جاء في وثائق إسرائيلية أخيرة عن سنوات النكبة والتهجير الوطني أن العصابات الصهيونية ثم دولة إسرائيل هي سبب تهجير 70% من سكان فلسطين، خلافاً لما تدّعيه إسرائيل بأن التهجير كان بسبب دعوات جهات عربية للفلسطينيين بمغادرة فلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليش «هجّت» كوثر الغزية ليش «هجّت» كوثر الغزية



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا العبدالله تزور مخيمات للروهينغا في بنغلادش

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 10:34 2013 الجمعة ,22 شباط / فبراير

رجل يسترجع كلبته بعد فراق 10 سنوات

GMT 08:37 2015 الإثنين ,05 كانون الثاني / يناير

أسماء عبدالله تعتمد على "البانتير" لإخفاء عيوب الجسم

GMT 21:43 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فنانون وإعلاميون يعبرون عن حزنهم لرحيل عبد الله شقرون

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 14:55 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أندية إنجليزية تتعاون مع السجون في مبادرة للتصدي للجرائم

GMT 18:03 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

المغاربة يتضامنون مع عائلة ضحية سفاح "إفران"

GMT 13:31 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التوأم الأكثر تطابقًا في العالم يرغبان في الزواج من رجل واحد

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya