مخارج محتملة لانتخابات القدس

مخارج محتملة لانتخابات القدس

المغرب اليوم -

مخارج محتملة لانتخابات القدس

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

إن كان المجلس الاستشاري يشكل هيئة فتحاوية ثالثة من «عتاق» الحركة، تضاف للمجلس الثوري، واللجنة المركزية، فهل أن السفير والدبلوماسي المخضرم، عفيف صافية، احد  أعضائه؟
غاب مخضرمان فتحاويان عن دورة الاستشاري الثالثة:
أحمد عبد الرحمن، وصائب العاجز، ومنعت إسرائيل د. فاضل عاشور المقاتل الفتحاوي القديم والمقيم في غزة، من حضور مؤتمر حركي يعقد يومي ٢٩ - ٣١ بمقر الرئاسة.
في افتتاح الاستشاري، ردّ الرئيس ابو مازن على  «تطنيش» حكومة اسرائيل في الرد على طلب فلسطيني قدّم قبل شهر للسماح بإجراء الانتخابات في القدس، بما معناه ان السلطة الفلسطينية صارت «غير ذات صلة» في حاضر ومستقبل القدس، بعد الاعتراف الأميركي بها عاصمة لإسرائيل.
منذ قرار اجراء الانتخابات الثالثة، حرص الرئيس على القول تكراراً: لا دولة دون القدس عاصمتها، ولا دولة دون غزة .. ولا انتخابات لا تشارك فيها القدس الشرقية، لكنه بعد التطنيش في الرد على طلب مشاركة المقادسة، أبلغ أعضاء الاستشاري أن كل تصويت مقدسي يجب ان يجري في «قلب القدس الشرقية» لا في أطرافها، وأن الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، لا في «حواشي» القدس الشرقية وأطرافها!
في الغضون، كان السفير صافية قد اقترح أن يصوّت المقادسة في القنصليات الأوروبية، طالما تمثل دولاً لا تزال تدعم «حل الدولتين» بما يعني قدس عاصمة دولتين، ولا تنوي نقل سفاراتها من تل أبيب الى القدس.
البعض رأى في الاقتراح مخرجاً، والآخر رأى فيه ما يمسّ بمواطنية المقادسة في الدولة الفلسطينية المستقلة وتابعيتهم لها.
ربما تصورت إسرائيل، عامدة، أن تجاهلها لطلب السلطة مشاركة المقادسة، مرة ثالثة، في الانتخابات التشريعية والرئاسية، سوف يضع قرار إجرائها في حالة «حيص بيص» لأنه يشكل نوعاً عملياً من «فيتو» على أي مشاركة.
هل هناك حركة التفاف فلسطينية على قرار إسرائيلي بتعطيل إجراء الانتخابات الى اجل غير مسمى؟ أم ثمة مخارج فلسطينية لتمثيل المقادسة؟ أعتقد شخصياً ان هناك ثلاثة مخارج:
الأول: كان هناك من اقترح قائمة مشتركة فصائلية تشمل «فتح» و«حماس» لخوض الانتخابات، وهو اقتراح غير واقعي، او منطقي، او بالذات «ديمقراطي» .. لكن يمكن تطبيقه في القدس بتشكيل قائمة توافقية لنواب القدس من شخصيات مقدسية شابة ومستقلة فصائلياً.
الثاني: اجراء الانتخابات على مرحلتين، الأولى بمشاركة مباشرة للناخبين في الضفة وغزة، ثم تعيين نواب مقادسة من شخصيات مقدسية توافقية.
الثالث: بعد إجراء الانتخابات الرئاسية يصدر الرئيس المنتخب مرسوماً بتعيين نواب للقدس في المجلس التشريعي وفق نسبة تركيبة المجلس الفصائلية بعد الانتخابات، كما هو حال مشاركة المستقلين في المجالس الوطنية لمنظمة التحرير.
إن جرت انتخابات عامة ثالثة العام ٢٠٢٠ ستكون هناك مرحلة غياب تشريعية من عقدين، تقادمت خلالهما سلطتان فلسطينيتان، هذه فجوة دستورية وديمقراطية. مع ذلك فإن خيار الانتخابات الثالثة صار مطروحاً قبل سنتين فقط، اي منذ حل المجلس التشريعي الثاني، وبعد فشل اتفاقيات المصالحة الفصائلية، منذ وثيقة الأسرى الى العام ٢٠١٧، الى ان اعلن رئيس السلطة في الجمعية العامة عن خيار الانتخابات، ووافقت الفصائل على ذلك.
مع هذه الموافقة الفصائلية فإن «حماس» تريد من الرئيس إصدار المرسوم بتحديد موعدها، ولو باستثناء اجرائها في القدس، وهو الأمر الذي لا توافق عليه حركة «فتح» والرئاسة الفلسطينية، لأنه موافقة ضمنية على «صفقة القرن».
يقول عفيف صافية، انه منذ الانقلاب الحمساوي إلى خيار الانتخابات الثالثة حصلنا على «سلطة برأسين، ولكن بلا دماغ واحد، اي حالة انفصام».
هل سيجد الفلسطينيون مخرجاً لإجراء الانتخابات في عام ستبلغ فيه حركة «فتح» عامها الـ ٥٥، أم أن إسرائيل ستنجح في احتواء تحول الكيان السلطوي الى دولة مستقلة؟
قبل حقبة السلطة كانت المشكلة في مرحلة م.ت.ف بالمنفى هي محاولات أنظمة عربية احتواء القرار الفلسطيني، وبالذات محاولات ثلاث دول عربية هي سورية، العراق .. وليبيا.
في الوقت الحالي، تبدو تلك الدول الثلاث في حالة فقدان قرارها الوطني المستقل، بينما رفضت السلطة، على الفور صفقة القرن، ثم ردّت على «التطنيش» الإسرائيلي باعتبارها غير ذات صلة في مستقبل «القدس» وحتى في «حل الدولتين».
هناك من صار يرى ان المشروع الوطني بمجمله وصل الى جدار مسدود بعد ٥٥ عاماً على الانطلاقة. هل هذا صحيح أم لا؟ وان المشروع السلطوي لن يتحول الى دولة ذات سيادة، وان الاحتلال لن يُرفع، بل يزداد تحكم سلطة الاحتلال بالأرض وبحركة الشعب وحياته اليومية والاقتصادية.
مع ذلك، فهناك حالة جديدة في مسار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، منذ بدء المشروع السلطوي مع اتفاق مبادئ أوسلو، فالصراع لم يعد يدور حول الرواية التاريخية والدينية، في زمن صعود القوة الإسرائيلية، وانهيار الجدار العربي الرخو.
منذ بداية الحقبة الأوسلوية عاد اسم المكان «فلسطين» الى التداول، والانبعاث من جديد، إلى ذلك، تغيرت صفة اسم المكان، وتم الاعتراف الدولي والإسرائيلي بوجود شعب فلسطيني، بعد إلحاق الاسم والصفة إما بعرب يهودا والسامرة، وإما بعرب ارض إسرائيل، أو بالإلحاق بالأردن .. والعالم العربي.
لم يعد ممكناً إلغاء الاسم «فلسطين» ونفي صفة السكان «شعب فلسطين» ومن المستبعد أن يتكرر «لجوء» النكبة، كما «نزوح» النكسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخارج محتملة لانتخابات القدس مخارج محتملة لانتخابات القدس



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya