أراد ترويض القط فصار نمراً

أراد ترويض القط فصار نمراً

المغرب اليوم -

أراد ترويض القط فصار نمراً

خالد منتصر
بقلم: خالد منتصر

كان ياما كان فى سالف العصر والأوان، فى زمان السبعينات، حكم مصر الرئيس أنور السادات، وكما قال الراوى له ما له وعليه ما عليه، لكن الخطأ بل الخطيئة كانت فى استخدامه طريقة المزايدة الدينية، التى ظنها الرئيس ستحتوى الإخوان وتقضى على اليساريين والناصريين الذين كان زعيمهم قد ضرب الإخوان واعتقلهم وطاردهم فى الستينات، حتى ظن الجميع أنه لن تقوم لهم قائمة بعدها، لكن الرئيس السادات رفع شعار إذا الإخوان حيعلوا ويقولوا إحنا بتوع ربنا، أنا حأعلى أكتر وأقول أنا الرئيس المؤمن، سأسمح لهم بالظهور بل وحضور جلسات البرلمان ومقابلة المرشد، سأجدد لهم ترخيص مجلة الدعوة، سأدعم مجاهدى أفغانستان، سأسمح بأن تذهب تبرعات النقابات إلى طالبان، سأضخ برامج دينية أكثر وأسمح بظهور دعاة أكثر، سأترك محافظ أسيوط يرعى الجماعات الإسلامية ليضربوا طلبة اليسار بالجنازير، لن يغضبنى ذهاب الطلبة بالجلابيب إلى الجامعة، ظن الرئيس أنور السادات أن بإمكانه أن يروض القط الآتى من أحراش المجهول وغابات التكفير، تخيل أن مخالب القط المختفية داخل وسائد اللحم ستتحول إلى ريش نعام، لكن القط الذى كان يتم علفه وتسمينه، عاد إلى تصنيفه فى سلم الغابة، الأصل نمر، والقط لم ينس مطلقاً هذا الأصل، لأنه فى الجينات والدى إن إيه، برزت أنياب الندالة والغدر والخسة، لكنها برزت على مراحل، وفى كل مرحلة كان السادات لا ينتبه، وكان يظن أن فى قوات الشرطة الحل النهائى والدواء الناجع، انفجرت حادثة الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية تلميذ زينب الغزالى ومرشد الإخوان، لكن لم يستوعب الدرس، قُتل الشيخ الذهبى برصاصة فى عينه، اخترقت جمجمته بأمر من شكرى مصطفى الذى كان مسجوناً مع دفعة إخوان ٦٥، وكان فرداً منهم، حول فكر سيد قطب إلى تنظيم تكفير وهجرة، لكن نظام السادات لم يستوعب الدرس، حتى افترس النمر الحاكم فى ليلة عرسه وعلى المنصة، قفز وفى مخالبه اليمنى كتاب عبدالسلام فرج، وفى اليسرى رشاش خالد الإسلامبولى!!، كان الأوان قد فات على استيعاب أى دروس، ألا أونة ألا دو ألا تريه فى مزاد أنا الأكثر إيماناً لم تنفع، مبارزات الشيش بالنصوص الدينية لم تكن مجدية، فزاعة أنا الفرقة الناجية وأنتم الكفار لم تخف أحداً، الفاشية الدينية هى كالفيروس الكامن فى غلافه البارد الصامت، ينتظر الفرصة كى ينقض ويفترس، وهو يحدد ساعة انقضاضه بمدى ما يحسه من رخاوة ومماينة وانسحاق من السلطة لأفكاره، ليس ضرورياً أن ينتصر الإخوان فى البداية، لكن المهم لديهم أن تنتصر أفكارهم، فيتسللون من جديد ليحتلوا المقاعد الأمامية، وحينها يكون الطبيب قد أخطأ، وبدلاً من أن يحقن الجسد المريض بمضاد الفيروس، يحقنه بمقويات الفيروس ومثبطات المناعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أراد ترويض القط فصار نمراً أراد ترويض القط فصار نمراً



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 15:39 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إدارة الكوكب تبدأ عملية فسخ عقود اللاعبين الغير مرغوب فيهم

GMT 04:47 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أبل تنفذ وعدها وتطلق بطارياتها بسعر أرخص

GMT 05:31 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

محمد حمدي يعلن عن خطأ شائع ترتكبه الأمهات

GMT 19:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

زيرة فيلينغلي جنّة استوائية في المحيط الهندي

GMT 16:12 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الرجاء يفتح باب الانخراط قبل جمعيته العمومية

GMT 22:20 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ما هي الصفات التي تجذب الرجل في المرأة؟

GMT 07:37 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون يجدون أداة في الأجهزة الذكية قد تجعلها وسائل تجسس

GMT 21:11 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

إغلاق أبواب ملعب مراكش الكبير يضع إدارة الكوكب في مأزق

GMT 11:45 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مليحة العرب" تطرق أبواب الغناء بـ"غلطة كبيرة"

GMT 23:14 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

عرض جديد يقرب أزارو من مغادرة الأهلي

GMT 08:55 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لروسيا في شمال سوريا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya