أنانية أولياء الأمور

أنانية أولياء الأمور!

المغرب اليوم -

أنانية أولياء الأمور

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

ماذا يذهب أولياء الأمور إلى لجان امتحانات الثانوية العامة مع أبنائهم؟.. لماذا ينتظرونهم أمام اللجان حتى ينتهى الامتحان؟.. هل يخافون عليهم من شىء فى الطريق؟.. هل يدعمونهم ويقفون إلى جوارهم مثلاً؟.. أليسوا هم الذين كانوا يقولون قبل الامتحانات «أولادنا أهم من الثانوية»؟.. كيف حدث كل هذا الزحام أمام اللجان دون خوف من كورونا؟.. باختصار إذا كنا نريد تطوير التعليم فلابد من تغيير ثقافة الناس أولاً!

والمثير أن الأهالى يشاركون الأولاد فى المذاكرة ويذهبون معهم للدروس الخصوصية، ويحضرون معهم الامتحانات ويوقعون الاستمارات ويملأون معهم الرغبات فى التنسيق ويختارون الكليات.. فمن الذى نمتحنه بالضبط؟!.. من الذى يؤدى الامتحانات؟.. الطالب، أم ولى الأمر؟!

أعرف أن النتيجة فى الآخر، إما أنها تسعد ولى الأمر أو تحزنه.. وإما ترضيه أو تغضبه.. فهو الذى يوفر اللقمة من فمه ليعطيها لابنه.. ولكن لا يعنى ذلك أن يلغى شخصية ابنه.. فيفكر له ويختار بالنيابة عنه ويختار الكلية والتخصص أيضاً.. هذا هراء لابد أن نتخلص منه.. لأننا لا نبنى شخصية الطالب بهذه الطريقة، وهى أنانية أيضاً من الآباء!

لا تندهشوا عندما أقول إن ذهاب الآباء مع الأولاد إلى الامتحانات لا يعنى الاهتمام بالقضية، ولكنه يعكس حالة أنانية مفرطة تجاه الأبناء.. هؤلاء الآباء يضرون الأولاد من حيث يتصورون أنهم يخدمونهم.. هؤلاء الأبناء «اتكاليون» ولا يفكرون إلا بالاعتماد على وجود آخرين فى حياتهم.. وبالتالى فهم غير مبدعين، ولم نكن نعلم الأولاد حتى يمشوا بـ«الببرونة»! وهو نوع من الإيذاء النفسى للأولاد، ويعطل قدراتهم على العطاء والتفكير المستقل!

لقد طالبنا كثيراً بعدم تواجد أولياء الأمور على أبواب اللجان، وقلنا إن هذا السلوك يعرض الجميع للخطر.. وكأننا كنا نؤذن فى مالطا!.. فذهبوا إلى اللجان وهم يعرفون أن أبناءهم لا يحتاجون هذا الحصار ولا هذا الاهتمام.. فالأولاد يذهبون بمفردهم إلى كل مكان ما عدا اللجان والامتحانات.. وبالتالى هذا الجيل ينتظر من والده أن يشترى له شقة وأن يزوجه.. وأن يرعى أبناءه باعتبار أن «أغلى الولد ولد الولد».. ولذلك نقدم جيلاً لا يعرف أن يكون مستقلاً.. ولا يفكر باستقلال فى أى شىء!

لم يكن الطلاب فى حاجة إلى أهاليهم فى الامتحانات.. فالدولة كلها كانت حاضرة من أول رئيس الوزراء إلى كل الوزراء المختصين، ترعى وتوفر أسباب الراحة والاطمئنان على الصحة، وتعقد امتحانات وصفها الوزير بأنها «أوكازيون».. فهم يمتحنون فى نصف المنهج ويوفرون لهم أسئلة سهلة.. وما هكذا تكون الامتحانات أصلاً.. فليس هناك حاجة لأولياء الأمور بالمرة!

واخيراً، أرجوك لا تفهم أننى ضد أولياء الأمور أبداً.. إنما أقول اتركوا الأولاد يشقوا طريقهم ويعتمدوا على أنفسهم، ويؤدوا امتحاناتهم دون ضغوط عائلية.. فالبيوت التى تفعل ذلك لا تربى رجالاً متفوقين.. ولكن تربى «إمعات» لا تعرف كيف تدير شؤونها وتصنع مستقبلها.. علموهم الاعتماد على أنفسهم تخدموهم!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنانية أولياء الأمور أنانية أولياء الأمور



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 01:06 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا العبدالله تزور مخيمات للروهينغا في بنغلادش

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 10:34 2013 الجمعة ,22 شباط / فبراير

رجل يسترجع كلبته بعد فراق 10 سنوات

GMT 08:37 2015 الإثنين ,05 كانون الثاني / يناير

أسماء عبدالله تعتمد على "البانتير" لإخفاء عيوب الجسم

GMT 21:43 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فنانون وإعلاميون يعبرون عن حزنهم لرحيل عبد الله شقرون

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 14:55 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أندية إنجليزية تتعاون مع السجون في مبادرة للتصدي للجرائم

GMT 18:03 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

المغاربة يتضامنون مع عائلة ضحية سفاح "إفران"

GMT 13:31 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

التوأم الأكثر تطابقًا في العالم يرغبان في الزواج من رجل واحد

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya