طفل على مائدة

طفل على مائدة!

المغرب اليوم -

طفل على مائدة

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

أتذكر الآن صورة جرى التقاطها لوزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيرى، في أثناء توقيع اتفاقية المناخ في العاصمة الفرنسية باريس، وكان ذلك في السنة الأخيرة من سنوات باراك أوباما في البيت الأبيض!

الصورة كانت غير مسبوقة في تاريخ توقيع الاتفاقيات على مستوى وزراء الخارجية في العالم.. ففيها كان كيرى يضع توقيعه على الاتفاقية بإحدى يديه، وكان يمسك باليد الأخرى طفلًا من بين أحفاده، كان قد جاء به وأجلسه عن يساره فوق المائدة!

وكانت الصورة بمثابة الرمز في سياقها أكثر منها أي شىء آخر، وكان الرمز فيها أن قضية البيئة عمومًا لم تعد نوعًا من الترف، وكان وجود الطفل الصغير على مائدة التوقيع إشارة كافية جدًا، إلى أن القضية هي قضية مستقبل بالنسبة لكل جيل قادم، وأن حضور حفيد وزير الخارجية الأمريكى في عمق الصورة يدل على هذا المعنى ويؤكده!.. وقد عاشت إدارة أوباما شهورًا بعدها ترى في توقيع الاتفاقية إنجازًا لها، لابد من وضعه في رصيدها، ولا بد من التذكير به على الدوام!

ولكن.. من سوء حظها، ومن سوء حظ العالم معها، أن الذي جاء إلى البيت الأبيض لاحقًا كان رجلًا اسمه دونالد ترامب.. فهو رجل لا يبالى كثيرًا بالقضية التي من أجلها تم توقيع الاتفاقية الشهيرة، رغم أنها قضية تتصل بصحة كل إنسان في العالم، بصرف النظر عن دين هذا الإنسان، أو لونه، أو جنسيته، أو أي شىء آخر.. إنها تتطلع إليه باعتباره إنسانًا وفقط!

وكان أول شىء قام به ترامب بمجرد بدء ممارسة مهامه في مكتبه، أنه أعلن انسحاب بلاده من الاتفاقية، رغم أن بلاده نفسها في مقدمة الدول التي تضر أنشطتها الصناعية بصحة الإنسان على وجه الأرض، ورغم أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية بالذات خارج الاتفاقية، يمثل تهديدًا كبيرًا لصحة كل بنى آدم على مستوى كافة الدول، ومن بينها بل في مقدمتها الدولة التي يجلس ترامب على قمتها!

ولكنه لم يهتم.. تمامًا كما أعلن وقف دفع حصة بلاده في ميزانية اليونسكو، التي توجد في باريس أيضًا، والتى لا اهتمام لها سوى بقضايا التربية، والعلوم، والثقافة، في كل أرض بامتداد العالم!

ولأن التطرف في المواقف من نوع موقف ترامب، ينتشر أحيانًا كأنه العدوى عبر الحدود، فإن الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو قرر اللحاق بالرئيس الأمريكى، فانسحب من اتفاقية المناخ هو الآخر!

في وجود هذين الرجلين، فإن العالم ليس في حاجة إلى أعداء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل على مائدة طفل على مائدة



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 17:28 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تمنعك مِن النوم ليلًا عليك الابتعاد عنها

GMT 14:54 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

السجن أربع سنوات لطالب بسبب فيديو حول الملك

GMT 07:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العقوبات الأميركية تطال وزير الداخلية الكوبي

GMT 11:15 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أولغا توكارشوك تفوز بجائزة نوبل في الآداب لعام 2018

GMT 19:09 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أجمل أساور ذهب عريضة من مجموعات مجوهرات 2020

GMT 03:01 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأبيض والأسود يسيطران على الحضور اعتراضًا على التحرش

GMT 11:39 2014 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

"شيفروليّة" تطلق الجيل الجديد من "كامارو" في 2016
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya