يفتح الله

يفتح الله!

المغرب اليوم -

يفتح الله

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

فى لقاء ضم عدداً من الكُتاب ورؤساء التحرير مع الدكتور محمد معيط، روى الكاتب الأستاذ حسن المستكاوى، على مسمع من الحاضرين، تفاصيل واقعة كان هو شاهداً عليها بشكل مباشر، وكان الدرس فيها أن مواطنين كثيرين يذهبون لسداد مستحقات عليهم للدولة، ولكنهم يجدون صعوبة بالغة فى السداد، وتتعامل معهم المصالح الحكومية المعنية ولسان حالها يقول إن الدولة ليست فى حاجة إلى ما جاءوا يعرضون سداده من أموال!.

كان الرجل يروى تفاصيل الواقعة بالتحديد، وكان وزير المالية يسمع ويسجل فى ورقة أمامه، وكان يتطلع إلى اثنين من نوابه جلسا إلى جواره، وكان وكأنه يقول لهما إنه يعرف أن هذه الواقعة صحيحة، وإنها ليست حالة فردية، وإن موضوعها فى حاجة إلى أن يكون أولوية فى ملفات الإصلاح داخل الوزارة!.

مضت أسابيع على الواقعة، ولكنها قفزت أمامى فجأة حين طالعت الأخبار التى تتحدث عن موافقة البرلمان على مشروع قانون يفرض رسوماً لتنمية الموارد المالية للدولة!.

ولن أبالغ فى شىء إذا قلت إن الخزانة العامة يمكن أن تتلقى أضعاف ما سوف تجلبه مثل هذه الرسوم، لو أن الدولة فكرت بشكل مختلف فى أبواب من الموارد المعطلة، منها ملف الواقعة التى سمعها الدكتور معيط وسمعناها معه من صاحبها!.

تعرف الدولة أن ملف تقنين الأراضى.. على سبيل المثال.. يمكن أن يفتح عليها نهراً من المال، وأن كثيرين يدقون بابها لتقنين أوضاعهم وسداد ما عليهم عداً ونقداً، ولكن الموظف المختص يتطلع إلى كل واحد فيهم ولسان حاله هو الآخر يقول: يفتح الله!.

وما يقال عن تقنين الأراضى، ينطبق هو نفسه على ملفات كثيرة أخرى، ليس أولها ملف دافعى الضرائب من أصحاب المهن التجارية والصناعية، ولا آخرها ملف ضرائب التصرفات العقارية، أو الملفات محل النزاع فى تقدير رسومها بين أصحابها وبين ممثل الدولة فى التحصيل!.

إننى أستطيع أن أروى وقائع حية فى هذا الموضوع.. وقائع أعرف تفاصيل بعضها ويدهشنى أنها حقيقية.. وفيها كلها تبدو الدولة وكأنها غنية للغاية وعندها من المال الكثير، ثم كأنها ليست فى حاجة الى أحد يذهب ليعرض عليها سداد فلوس حاضرة وموجودة فى يده!.

هذه قضية كبيرة أضعها أمام الدكتور مصطفى مدبولى، ما دامت الحكومة هى التى تقدمت بمشروع القانون الذى وافق عليه مجلس النواب.. أضعها أمامه، لأن شيئاً من الخصومات ذات الشرائح فى هذه الملفات، مع شىء من الدراسة الحكيمة على أيدى متخصصين منفتحين، مع شىء من العقل الباحث عن موارد بعيداً عن فرض الرسوم، كفيلٌ كله بفتح بحر من الفلوس على الخزانة العامة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يفتح الله يفتح الله



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 09:37 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

وزارة الشباب والرياضة ترفع من ميزانيتها لعام 2017

GMT 07:04 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

ابتكار علاج يزيد فرص الشفاء من مرض سرطان البنكرياس

GMT 22:21 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

700 ألف جنيه لعبير عبد الرحمن بعد حصولها على فضية أولمبياد 2012

GMT 04:12 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك تصاميم خزانات ملابس عصرية تناسب المساحات الصغيرة

GMT 02:58 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الجمعة

GMT 10:36 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هليوبوليس ينظم بطولة الجمباز الإيقاعي بمشاركة 300 لاعبة

GMT 08:32 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

ولادة 3 أشبال توائم في حديقة بألمانيا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya