تقدم القاعدة صوب القمة

تقدم القاعدة صوب القمة

المغرب اليوم -

تقدم القاعدة صوب القمة

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

ومازلنا مع فقرة الطبقية والعنصرية فى مصر، والتى أشعلها إعلان رمضانى عن تجمع سكنى شهير، حيث مواقع التواصل الاجتماعى مازالت مقلوبة رأساً على عقب بين منددين بمفاهيم تروج لميل الناس التى تشبه بعضها إلى التجاور، وآخرين يرون فى هذا الميل فطرة طبيعية، حتى وإن ظلت حبيسة العقل الباطن أو الرغبات غير المسموح بالتعبير عنها جهراً.

المؤكد أن هناك شعورا ملحا مرتبطا بطبيعة الحياة على متن مواقع التواصل الاجتماعى يدفع البعض إلى ضرورة المطالبة بمحو الفروق بين الطبقات، وإتاحة الموارد والثروات للجميع بالحق والمستحق، بغض النظر عمن يعمل ماذا ولماذا وبناء على أى معايير. ورغم أن هذا الشعور الملح يتبدد فى الهواء أمام أول مشوار للبحث عن مدرسة يلتحق بها الأبناء أو ناد رياضى يسعى رب الأسرة للاشتراك فيه أو شقة سكنية يحاول الحصول عليها، فإن الجدل والنقاش الدائرين حالياً حول مفهوم الطبقية فى مصر علامة صحية عظيمة.

عظمة النقاش- حتى لو احتقن قليلاً أو أشهر البعض أسلحة الاغتيال المعنوى فى وجه الفريق المضاد- تكمن فى فتح مجالات أخرى للنقاش غير الكرة ومحمد رمضان وحسن شاكوش وحكم دخول الحمام بالرجل اليمين والاستعانة بشرطة الأخلاق الحميدة للحكم على فستان هذه وتيك توك تلك. معضلة الملف الطبقى فى مصر تكمن فى جمود الحوار وتوقفه عند مرحلة الفجوة السحيقة بين الأثرياء والفقراء، وهو الجمود الذى لا يسفر إلا عن حل ساذج واحد لا ثانى له، ألا وهو ضرورة أن يعطى الغنى الفقير مما أعطاه الله. ويوم فتح الله علينا، وجددنا الخطاب الطبقى، رفعنا راية العدالة الاجتماعية من نفس المنظور، ألا وهو وضع حد أقصى للأجور، على أن يتم ضخ المبالغ التى يتم توفيرها فى حسابات أصحاب الدخول الضعيفة. وقلما يتطرق الحوار إلى تمكين الفقراء بسبل غير جمع التبرعات من أجل ضخ كرتونة رمضان على موائدهم خلال الشهر الكريم أو جمع التبرعات وأموال الزكاة والصدقات فى غير رمضان لشراء المزيد من الطعام لهم أو سداد ديونهم لفك كرب الغارمين والغارمات. وتظل السبل الأخرى من تمكين الفئات الأقل حظاً عبر إصلاح التعليم الحكومى والتدريب على حرفة مدرة للدخل والتوعية بقيمة الأسرة قليلة العدد وغيرها على الهامش.

هوامش الطبقية فى مصر كثيرة، ولا يمكن اختزالها فى خناقة مع من يرى أن سكان التجمعات السكنية المغلقة عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ويهرعوا إلى هدم الأسوار التى يقبعون خلفها حتى يظهروا حسن نواياهم أمام الإنسانية جمعاء. كما لا يجدر بنا أن نتعامل معها فقط من منظور مطالبة الدولة بتوفير معاول هدم الفروق الطبقية حتى تتاح الفرصة للقابعين عند قاعدة الهرم أن يتقدموا صوب القمة. علينا أن نفتح المجال أمام نقاش الصراع الطبقى فى مصر بشكل أشد منطقية وواقعية إن كنا نطمح إلى تحقيق عدالة اجتماعية على أرض الواقع وليس أرض فيسبوك وتويتر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدم القاعدة صوب القمة تقدم القاعدة صوب القمة



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya