مارد الثانوية العامة

مارد الثانوية العامة

المغرب اليوم -

مارد الثانوية العامة

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

اسمنا محفور فى تاريخ التعليم باعتبارنا من شيطان الثانوية العامة وجعل منها وحشاً كاسراً. «السنة المصيرية» «القادرة على رفع أحدهم سابع سماء أو هبده فى سابع أرض» وغيرها من المسميات التراجيدية التى ترسخت فى الوجدان المصرى ترسخاً مقيتاً. وفى زمن كورونا الصعب ومنابع قلقه ومكامن هلعه، يفتئت وحش الثانوية العامة على هذا الهلع فيتحول مارداً شريراً وشيطاناً رجيماً. وبعيداً عن قرار الدولة المضى قدماً فى عقد الامتحانات بعد تعديل الجدول واتخاذ ترسانة من الإجراءات الاحترازية، فإن الملاحظات على ما جرى فى اليوم الأول تتلخص فى العنصر الإنسانى. وأبدأ بنا نحن الأهل من آباء وأمهات نعشق فلذات أكبادنا لدرجة أننا نكبس على أنفاسهم وهم شباب وشابات على «وش جامعة» ونصحبهم أفواجاً وجماعات حتى باب المدرسة المنعقد فيها الامتحان. وحين يدعونا رجل أمن أو مسؤول تنظيم للابتعاد امتثالاً للتعليمات، نعمل نفسنا من بنها ونمضى قدماً فى الالتصاق بابننا العزيز وكأن الالتصاق الجسدى سيدرأ عنه خطر الفيروس أو يقيه شر نسيان المنهج. ثم نقرر نحن الآباء والأمهات- ولاسيما الأمهات- أن نمضى الثلاث ساعات التى هى مدة الامتحان مرابطين رابضين فى محيط المدرسة، وكأن تعريض أنفسنا لخطر الفيروس جهاداً فى سبيل الابن وتعريض الآخرين للعدوى يهون أمام فضيلة أن يخرج الابن الشاب أو الابنة الشابة من الامتحان ليجد ماما منقوعة فى الشمس، وهو دليل التفانى وبرهان العشق. وإذا كان من الحب ما قتل، فإن من الإهمال ما أهلك أمماً ودولاً. وقد ثبت بالحجة والبرهان أن توفير المعدات والأجهزة والإمكانات المادية مع التدريب والتوعية، لا يعنى بالضرورة أن يمتثل من لديه مرض اسمه انعدام الضمير أو آفة يسمونها «اللكلكة» ورفع راية «كلشنكان» لإنجاح المنظومة. بمعنى آخر، توافر معدات التعقيم وإجراءات الوقاية وإمكانات الحماية لا يعنى توافر الضمير الذى يطبق هذه الإجراءات كما هو منصوص عليه، وليس مجرد سد خانة أو الإسراع إلى التظاهر بالتطبيق للظهور فى لقطة الكاميرا، ثم العودة إلى «دكة التواكل والبلادة». أما أبناؤنا وبناتنا، وهم مثلنا نحن الأهل، يختلفون فى درجات الوعى ومراتب اليقظة. منهم من يعتبر الكمامة إقلالاً من رجولته الفتية، فيهرع إلى التخلص منها أو إنزالها أسفل أنفه، ومنهم من يرى بابا وماما يتخلصان منها عبر إلقائها فى الشارع، فيفعل مثلهما. ونضيف فى خانة الأبناء مفهوم «اللجنة زى الزفت» وهو المصطلح الذى لا يعنى أن اللجنة قذرة أو صاخبة أو اتجاهها قبلى، لكنها تعنى أن مراقبيها لم يسمحوا بالغش! ولا يسعنى سوى التنويه إلى أننا كشعب متدين بالفطرة ونبكى بكاء مريراً على إغلاق المساجد فى زمن كورونا، إلا أن الملايين منا لا يعتبرون الغش من الموبقات أو المحرمات. هذه ملاحظات على هامش اليوم الأول من الثانوية العامة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارد الثانوية العامة مارد الثانوية العامة



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

ياسمين فؤاد تعلن انتشار السياحة التسويقية

GMT 10:46 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم يوم من الأيام حصريًا ولأول مرة على قناة فضائية عربية

GMT 20:42 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق "المغرب التطواني" يتعاقد رسميًا مع يوسف فرتوت

GMT 00:10 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 00:26 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الكاتبة الأمازيغية مليكة مزان تطالب بإعدام صعيد

GMT 22:46 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

وزارة الشباب والرياضة المغربية تلغي قرار ترقية السكتيوي

GMT 04:54 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة كلينتون تظهر ابتسامة شماتة على فضيحة دونالد ترامب

GMT 10:45 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

اعتقال الناشطة في "حراك الريف" المغربي نوال بنعيسى

GMT 09:42 2017 الجمعة ,10 شباط / فبراير

نيكول سابا تبدو مثيرة في أجدد جلسة تصوير لها

GMT 22:36 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

كبدة مشوية في الفرن
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya