اوباما سيزور السعودية الشهر المقبل فهل ستنجح زيارته في امتصاص غضبها

اوباما سيزور السعودية الشهر المقبل.. فهل ستنجح زيارته في امتصاص غضبها..

المغرب اليوم -

اوباما سيزور السعودية الشهر المقبل فهل ستنجح زيارته في امتصاص غضبها

عبد الباري عطوان

العلاقات السعودية الاميركية تعيش “ازمة حادة” تهدد بـ”ضمور” تحالف تاريخي امتد لاكثر من ثمانين عاما، انعكست في مقابلة مليئة بالالغام ادلى بها الرئيس الامريكي باراك اوباما الى مجلة “اتلانتيك”، ورد عليها الامير تركي الفيصل “وزير خارجية الظل” بمقالة غير مسبوقة، اتسمت بالغضب والشراسة، وتجاوزت الاعراف السياسية والدبلوماسية، وخرجت عن التقاليد الرسمية السعودية المتبعة لعقود في مثل هذه الظروف، مما يعني بكل بساطة ان امريكا تغيرت، والسعودية تغيرت ايضا، فمن الكاسب ومن الخاسر من هذا التغيير؟
الرئيس اوباما سيحاول “ترميم” هذه العلاقة المتوترة، اثناء زيارته للرياض في اواخر الشهر المقبل، حسب اعلان متحدث باسمه، لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، ولكن من المؤكد ان مهمته هذه لن تكون سهلة، ان لم تكن مستحيلة النجاح، تماما مثل مثيلتها قبل عام التي جاءت بعد الصدمة السعودية من جراء الكشف عن مفاوضات ومن ثم الاتفاق النووي الامريكي الايراني، فالثقة باتت شبه معدومة، ولوح سميك من زجاج العلاقات انكسر.
***
 
اذا تأملنا النقاط الرئيسية التي جاءت في مقالة الامير تركي الفيصل، لتحسس مواقع الغضب، او بالاحرى، مواطن الجرح السعودي “النازف” من تصريحات الرئيس اوباما، نجد ان اتهامه للمملكة، والدول العربية الخليجية السنية الاخرى “بنشر الكراهية الطائفية، وبشكل مباشر ودون مواربة، ومحاولة جر الولايات المتحدة لخوض حروبا اقليمية نيابة عنهم،” هو اكثر ما اوجع صانع القرار السعودي على وجه الخصوص، وضرب مثل نشر السعودية للمذهب الوهابي في اندونيسيا، عبر اعداد كبيرة من الائمة والمدارس وبناء المساجد، ولان الرئيس الامريكي “برأ الخصم” الايراني من هذه التهمة، فالاتهام بنشر التطرف و”الارهاب”، ومن اعلى مسؤول غربي، ربما تترتب عليه تبعات قانونية مرعبة ومكلفة لاحقا.
لهذا جاءت مقالة الامير الفيصل ردا على هذه التهمة وتفنيدها، حيث قال في فقرتها الاولى “نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، نحن من شاركك معلوماتنا التي منعت هجمات ارهابية قاتلة على امريكا.. نحن المبادرون الى عقد الاجتماعات التي ادت الى تكوين التحالف الذي يقاتل فاحش”، اي “الدولة الاسلامية”.
واضاف “نحن من يحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لاختطاف ديننا وعلى كل الجبهات، نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الارهاب في الامم المتحدة”، وتابع “نحن من يشتري السندات الحكومية الامريكية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك”.
الغضب السعودي مفهوم ومبرر، ولكننا لا نعتقد انه سيغير استراتيجية امريكية خارجية جديدة، الرئيس الامريكي ليس من وضع خطوطها العريضة، وانما “المؤسسة” الامريكية الحاكمة التي لا تتغير مع تغير الرؤساء، وابرز معالمها انه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة سياساتها القديمة في تقديم الدعم والحماية الكاملين للمملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين.
فعندما يقول الرئيس اوباما في المقابلة نفسها انه “يفتخر” بقراراه بعدم ارسال طائراته لقصف “سورية الاسد” في 30 آب (اغسطس) عام 2013، بسبب اختراقها لخطوطه الحمر، واستخدامها اسلحة كيماوية ضد معارضيها، فان هذا يؤكد اول تطبيق عملي لهذه السياسة الجديدة في عدم خوض حروب لتغيير انظمة عربية، على غرار ما حدث في كل من ليبيا والعراق، واعاد جون كيري وزير الخارجية التأكيد على هذه السياسة عندما قال مستهجنا سؤالا استفزازيا لاحد النشطاء السوريين على هامش اجتماع حول اعادة اعمار سورية في لندن “هل تريدني ان اخوض حربا مع الروس من اجلكم”.
ما نعرفه جيدا ان حلفاء امريكا في الشرق الاوسط، مثل تركيا والسعودية ودول الخليج، كانت واثقة ان الادارة الامريكية لن تتردد في التدخل عسكريا لاطاحة النظام السوري، ولكنها لم تكن تعلم ان الحليف الامريكي بات اكثر حذرا، واستوعب جيدا دروس تدخلاته السابقة في العراق وافغانستان وليبيا، حتى ان الرئيس اوباما ابدى ندمه علنا على التدخل في الاخيرة، ووجه نقدا قاسيا لكل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، واتهمهما بالفشل وسوء التقدير، وربما لهذا السبب سيتوقف في لندن في طريقه الى الرياض، لتطييب خاطر الاخير، ودعمه وموقفه في الاستفتاء حول مستقبل عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي الذي سيجري بعد اسبوع من الزيارة.
هناك تحليلات وتقارير اخبارية تفيد بان الحكومة السعودية ترى ان اوباما انتهى، وتراهن على فوز حلفائها الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لاعادة التحالف مع امريكا الى قوته، ولكن هذا الرهان، اذا وُجد فعلا محفوف بالمخاطر، لاننا لا نعتقد ان دونالد ترامب المرشح الجمهوري الاوفر حظا، والمجاهر بعدائه للمسلمين، سيكون مختلفا في سياساته ومواقفه عن الرئيس اوباما.
***
 
قد يجادل البعض بأن القيادة السعودية، ومثلما قال الامير الفيصل، باتت تعتمد على نفسها، ولم تعد تراهن على احد، وهذا ما يفسر “عاصفة الحزم” في  اليمن، ومناورات “رعد الشمال” التي شاركت فيها حوالي 20 دولة كأول خطوة عملية للتحالف الاسلامي الذي شكلته المملكة ليكون “ناتو” اسلاميا، ولكن بالنظر الحالي الى اوضاع الدول الرئيسية في هذا “الحلف” والازمات الامنية والاقتصادية التي تواجهها، ونضرب مثلا بكل من تركيا (...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اوباما سيزور السعودية الشهر المقبل فهل ستنجح زيارته في امتصاص غضبها اوباما سيزور السعودية الشهر المقبل فهل ستنجح زيارته في امتصاص غضبها



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

GMT 07:48 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

الفيس.. والكتاب!

GMT 10:48 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

الأطباء ورئيس الوزراء

GMT 10:46 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

وداعًا للشيشة!

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 09:48 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

ماريوت الرياض يحصد جائزة أفضل فندق على مستوى السعودية

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 10:50 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

محمود المليجي أنطوني كوين العرب

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

زين العبادي تتحدث عن فن "الفونغ شوي" وأهميته في المنزل

GMT 12:51 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج كايلي جينر لعام 2017 يحدد هل كنتي شقية أم لطيفة

GMT 02:05 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفالات تعم زمبابوي بعد إعلان استقالة موغابي

GMT 22:47 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حلم كأس العالم يعود يا إماراتيون

GMT 09:15 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شابة تجدل شعرها بالمقلوب لتحصل على تسريحة شعر كالسنبلة

GMT 17:07 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

انخفاض متوقع لأسعار المنازل في كوريا الجنوبية عام 2017
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya