بين سلاحَي الحرب والحصار

بين سلاحَي الحرب والحصار

المغرب اليوم -

بين سلاحَي الحرب والحصار

بقلم : عبد الرحمن الراشد

أنا من أشد المناصرين لإجبار النظام الإيراني على تغيير سياساته، وفي حال الفشل أنا مع دعم تغيير النظام، لكن ليس بأي ثمن. وغنيٌّ عن القول إنّ تغييره سلمياً أفضل وأجدى لنا جميعاً.
والنتيجة المثالية التي نرجوها سلماً أو حرباً من إيران أن تتوقف عن مشاريعها العسكرية، من بناء قدرات نووية عسكرية، وصاروخية، وتمتنع نهائياً عن نشر الفوضى والحروب في المنطقة. إنما نحن نعرف أن طهران لن تفعله من تلقاء نفسها، ولا توجد هناك من وسيلة سوى إجبارها على ذلك. والسلاح الأمضى هو حصارها اقتصادياً.
أما مواجهتها عسكرياً فليبقَ الحل الأخير، لا نلجأ إليه إلا في حالة الدفاع عن النفس. ولهذا كل السياسيين يكررون القول ويشددون عليه، لا نريد الحرب. السؤال الشائع: لماذا لا نريد الحرب إن كانت هي الحل الأسرع، يمكن من خلالها إجبار النظام الإيراني على الانصياع، بدلاً من الانتظار عامين، أو خمسة أعوام مقبلة حتى تفلس حكومة المرشد خامنئي وتستسلم؟
ببساطة شديدة، الحرب، رغم أننا المتفوقون فيها، ليست مضمونة النتائج. نحن أمام نظام لا يبالي لو مات مليون أو مليونان من مواطنيه، نظام لم يبنِ شيئاً يخشى عليه من الدمار، نظام يعتقد أنه من خلال الحرب سيستنهض الوطنية لتسعين مليون إيراني، نظام سيراهن على نشر المزيد من الفوضى في العراق والخليج. هناك الكثير من المعطيات الأخرى التي تجعل الحرب الحل الأخير وعند الضرورة فقط، لا أحد عاقلاً يحب خوض الحروب.
مع هذا، سنسمع الكثير من الآراء المتحمسة، التي تهوّن من المخاطر، أو تبالغ في المكاسب، أو تبسّط الوضع المعقّد، جميعها تريد حلاً سريعاً لمشكلة مزمنة عمرها أربعون عاماً، اسمها نظام إيران. والذين يريدون من الولايات المتحدة، والغرب عموماً، أن يحارب عنهم بالنيابة، يَغفلون عن أن لهذه الدول حساباتها العليا، والقوى الكبرى ليست للإيجار كما يصر كثيرون على تفسير السياسات الأميركية والروسية والأوروبية بأنها ذات دوافع تجارية. هي دافع واحد في الحروب، إنما هناك مصالح استراتيجية.
وفي حال استمر الحصار الاقتصادي على نظام إيران، كما نراه يطبَّق اليوم، فإننا سنصل إلى الساعة التي يضطر فيها المرشد الأعلى خامنئي إلى تجرع السم والخضوع لشروط السلام. إنها أكثر الأسلحة تأثيراً وإيذاءً للنظام. وهي أقل مخاطرة لدول الخليج والولايات المتحدة رغم ما نراه ويفعله الإيرانيون من استفزاز بتلغيم ناقلات النفط والقصف باستخدام الدرونز.
لكن عندما تقرر طهران مواجهة الحصار بالقتال حينها تصبح دول الخليج وحلفاؤها معذورة في الدفاع عن نفسها ومصالحها مهما كانت النتائج اللاحقة. وهذا ما يريده الجميع على الضفة الغربية من الخليج، عدم الدخول في حرب إلا دفاعاً عن النفس، وبشكل واضح للعالم أنه الطرف المعتدَى عليه.
وفي حال وقع المكروه، سيكون نظام إيران المهزوم في الحرب المقبلة المحتملة، فهو الطرف الأضعف في معادلة القوة. لكن تبقى الحرب السلاح الأخير في المواجهة الحالية، تحاشياً للخسائر البشرية والمادية على الجانبين، ونعطي للسلام فرصته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين سلاحَي الحرب والحصار بين سلاحَي الحرب والحصار



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 08:42 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

روجيه فغالي يفوز برالي لبنان الدولي للسيارات

GMT 12:28 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شعبة المقاولات متخوفة من تحرير سعر صرف الدرهم

GMT 12:29 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أسباب هامة تجعلك ترغب في زيارة مدينة الدار البيضاء

GMT 18:26 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

صلاح يفوز بجائزة "بي بي سي" لأفضل لاعب أفريقي في 2018

GMT 12:21 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات رائعة لـ"ركن القهوة"طبّقيها في منزلك

GMT 07:31 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا الشهر يحمل إليك أجواء مهنية وإجتماعية مميزة

GMT 09:09 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

خطوات سهلة واقتصادية لتجديد ديكورات المطابخ

GMT 10:37 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

HSBC يستعد لافتتاح مقره الإقليمي الجديد في دبي

GMT 02:49 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

مجموعة من الأساليب لتزيين الحمام بشكل رائع

GMT 06:57 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأربعاء

GMT 18:48 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيف تُساعدين طفلك على التخلص من الخوف ؟

GMT 03:19 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

اقتني أساور فاخرة من دي بيرز "Debeers" ستأثر قلبك

GMT 03:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

عرض لوحات روكيفيلر للفنانَيْن بيكاسو وماتيس للبيع

GMT 22:21 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق فيلم "بيكيا" في دور العرض منتصف كانون الثاني

GMT 05:17 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

القاضي يطرد الزفزافي من قاعة محاكمة أحداث حراك الريف
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya