التراجع عن فك الارتباط  مزحة سمجة

التراجع عن فك الارتباط .. مزحة سمجة

المغرب اليوم -

التراجع عن فك الارتباط  مزحة سمجة

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي
لم نأخذ على محمل الجد، «التسريبات» بشأن توجه أردني جديد، يقضي بالتراجع عن قرار فك الارتباط (1988)....لا مصلحة أردنية بذلك، والتوقيت من أسوأ ما يمكن أن يصادفنا... وربما لهذا السبب بالذات، كان وزير الخارجية جازماً في تأكيداته بالأمس، حيث أخبر مجموعة من الصحفيين والكتاب، بأن أمراً كهذا لم يبحث أبداً في أي من دوائر صنع القرار، وأنه بعد مضي ثلاث سنوات في موقعه، لا يذكر أن شيئاً كهذا قد خطر ببال أحد. ليس خافياً على أحد أن الأردن منزعج أشد الانزعاج مما يقال ويتسرب حول «صفقة القرن»، لا يستطيع الأردن أن يجاري إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، لكنه في المقابل، لا يتوفر على الأدوات والأوراق التي تمكنه من إسقاط «الصفقة» ... بين الرفض والقبول، يستطيع الأردن أن يتموضع في خانة «الممانعة»، فلا هو بصدد الاعتراف بمخرجات الصفقة، ولا هو في وارد خوض معارك يعرف سلفاً أنه سيخسرها. إعادة النظر بقرار فك الارتباط الإداري والتنظيمي، وفي هذا التوقيت بالذات، أيام على الكشف عنها، لا يعني سوى شيء واحد: تأمين طوق نجاة لإسرائيل للخلاص من فائض الديموغرافيا الفلسطينية، ومن دون أن يرتبط ذلك، بأي انسحابات عن واسعة النطاق عن الضفة الغربية المحتلة ... فلماذا يقامر الأردن بذلك، لماذا يتطوع لتقديم أكبر خدمة لحكومة اليمين المتطرف وإدارة اليمين الشعبوي، من دون مقابل... لماذا يقامر الأردن بتعريض سلمه الأهلي وأمنه واستقراره للخطر والتهديد، من أن يكون له دور مقدر، يتخطى حدود «الإدارة البلدية» لكانتونات الضفة الغربية المعزولة وجزرها المنفصلة.... ولماذا يقامر بتهديد علاقته الطيبة مع السلطة الفلسطينية نظير إرضاء الفتى الغر وإدارته؟ لقد أحدثت تسريبات كهذه، لغطاً هائلاً في الأوساط الرسمية والشعبية، فقرار كهذا يمس حياة  ملايين المواطنين والأشقاء، وفوق هذا وذاك، فهو قرار محمّل بأعمق المعاني وأخطر الدلالات، إذ حتى الذين جادلوا ضد القرار عند صدوره، يبدون اليوم استمساكاً استتثنائياً به وبمضامينه، وأحسب أنه يحظى بإجماع أو غالبية عظمى من بين الأردنيين والفلسطينيين سواء بسواء. في ظني أنه كان يتعين على الذين تناولوا المسألة من دون تدقيق أو تمحيص، أن يراجعوا أنفسهم، وأن يكونوا أكثر حذراً في إثارة قضايا على هذا القدر من الحساسية والأهمية، بالنظر لما تثيره من بلبلة في أوساط الرأي العام، وإشاعة مناخات من الشك وانعدام الثقة. الأردن، كما فلسطين، يقف على مفترق خطير، وأحسب أن العناية «بالجبهة الداخلية» تحظى بالأولوية القصوى، ولا تتقدمها قضية على جدول أعمالنا ... والسياسة الداخلية الأردنية، يتعين توظيفها لتعزيز جهاز المناعة الوطنية، وتدعيم توجهاتنا في حقل السياسة الخارجية ... سيما وأننا مقبولون على مرحلة ساخنة في علاقتنا بإسرائيل وداعميها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراجع عن فك الارتباط  مزحة سمجة التراجع عن فك الارتباط  مزحة سمجة



GMT 15:17 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ١

GMT 15:15 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أخبار اسرائيل سيئة مثلها

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 05:17 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

نبات "الكافا" أفضل تكملة لتحسين الحالة النفسية

GMT 19:13 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جون سينا يرتدي ملابس نيكي بيلا ويقلدها بشكل غريب للغاية

GMT 00:44 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

منة شلبي تتحدث عن دورها في مسلسل "واحة الغروب"

GMT 17:20 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكاف" يكشف موقفه من حركة عماد متعب المثيرة للجدل

GMT 02:37 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الأحمر لمسة جديدة تقتحم موضة ملابس الرجال لموسم شتاء 2016

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 10:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

عين الجمل وصفة سحرية للذكاء والجنس والحمية والسرطان

GMT 16:30 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس منظمة الزوايا يُهوِّن من خطر الشيعة في الجزائر

GMT 03:20 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة الصين الأولى تلتقي زوجة رئيس الوزراء البريطاني

GMT 18:53 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إيناس النجار تحتفل بخطبتها على رجل الأعمال محمد محفوظ

GMT 03:24 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفطر القضيبي يطلق محتوى مثير يشبه الهرمونات بمجرد الشم

GMT 01:23 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إذاعة "ميكس ميغابول" تتعرض للقرصنة من قبل "داعش"

GMT 02:21 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عبير عبد الوهاب تُعلن سبب انضمامها إلى الإعلام

GMT 00:45 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة التغذية تُعطي نصائح للوقاية من أمراض الشتاء مسبقًا

GMT 11:18 2015 الجمعة ,17 تموز / يوليو

السجن لأب أسترالي زوج ابنته ذات الـ12 عام

GMT 08:53 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

علاج التوتر والقلق النفسي

GMT 00:32 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدر بانون سعيد بالالتحاق في المنتخب المغربي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya