ها قد عدنا لفتح المقرّات الحزبيّة المناسباتيّة للحملات الانتخابيّة

ها قد عدنا لفتح المقرّات الحزبيّة "المناسباتيّة" للحملات الانتخابيّة

المغرب اليوم -

ها قد عدنا لفتح المقرّات الحزبيّة المناسباتيّة للحملات الانتخابيّة

توفيق بن رمضان

ما أشبه البارحة باليوم، في العهد السّابق كانت الأحزاب المعارضة المعترف بها و الحزب الحاكم يكثّفون تحرّكاتهم و نشاطاتهم في الأشهر التّي تسبق الانتخابات، و يفتحون و يفتتحون لهم مقرّات و جامعات في الولايات و المعتمديّات ليكثّفوا تحرّكاتهم و نشاطاتهم أكثر… أسابيع قبل تاريخ الانتخابات، و مباشرة بعد انتهاء "الأطراح" السّياسيّة الانتخابيّة تغلق أغلب المقرّات و تنتهي كلّ النّشاطات و التّحرّكات الحزبيّة "المناسباتية"، و لهاته الأسباب يمكننا القول أنّ تلك الأحزاب بقيت ضعيفة و لم تتمكّن من استقطاب عدد كبير من المواطنين و النّاشطين، و هذا سبب هام من بين الأسباب الكثيرة و المتعدّدة التّي عطّلت الانفتاح السّياسي و المشاركة السّياسيّة، و بالتّالي تعطّل تكريس التّعدّدية و الدّيمقراطيّة، ناهيك عن ممارسات التّرهيب و التّنفير التّي كان يقوم بها أنصار التّجمع خاصة على مستوى القاعدة عكس ما كانت تروّج له السلطة في القمّة، و عكس ما اتّخذ من قرارات على مستوى القيادة في دعم الدّيمقراطيّة و التّعدديّة، فقد كانت القاعدة التّجمّعيّة تفعل عكس ما تروّج له القمّة، و تلك الممارسات هي أيضا سبب من بين الأسباب التّي عطّلت الانفتاح في الحياة السّياسية و هذا ما دمّر البلاد و الحزب الحاكم و أضعف أحزاب المعارضة المعترف بها، و هذا ما عطّل نشر ثقافة التّعدّدية و الدّيمقراطيّة.
 
و ها نحن هاته الأيّام نرى حركة مكثّفة في فتح و افتتاح مقرّات حزبيّة في كلّ الولايات و المعتمديّات، و ها قد بدأت التّحركات و الاتّصالات بالجماهير للقيام بالحملات من أجل الفوز بالكراسي و المناصب، حقّا ما أشبه البارحة باليوم، فكما كان في السّابق تفتح و تفتتح المقرات "المناسباتية" لتسجيل الحضور في المحطّات الانتخابيّة إن كانت التّشريعيّة أو البلديّة، و من المؤكّد أنّ هاته المقرّات التّي فتحت و افتتحت من "الحزيّبات" التّي أسّست كالفقاقيع بعد هروب أو بالأحرى تهريب بن علي، لا شك أنّها سوف تغلق مباشرة بعد انتهاء حملات الانتخابات و المشاركات في المحطّات السّياسية القادمة، إن كانت التشريعيّة و الرئاسيّة أو البلديّة و الجهويّة في المستقبل القريب.
 
و من المؤكّد أيضا أنّهم بعد الفوز بالكراسي و المناصب، لا شكّ أنّ أغلب الذّين سيفوزون إن كانوا عن جدارة أو بالصدفة و الحظّ، لا شكّ أنّهم سيتجاهلون و ينسون الجهات التّي ترشّحوا عليها و التّي أوصلتهم للبرلمان، و هذا مؤكّد و لا شكّ فيه، فقد تعوّدنا عليه قبل الثّورة من الأحزاب التّي كانت تنشط في الإطار القانوني، و قد شاهدنا نفس الشّيء بعد انتخابات المجلس التّأسيسي، فقد أغلقوا المقرّات و تجاهلوا الجهات التّي صعّدتهم على كراسي المجلس، و قد كرّسوا في الفترة السّابقة كلّ طاقاتهم و أوقاتهم و مجهودهم و نشاطهم للشّطحات على "البلاتوهات" و التّحرّكات في الطّرقات و السّاحات من شارع الحبيب بورقيبة إلى القصبة و ساحة باردو، و قد قطعوا كلّ صلة مع من انتخبوهم و لم يتّصلوا بالجهات التّي ترشّحوا عليها و لم يتذكّروا ناخبيهم و لم يعودوا إليهم إلا هاته الأيّام، أسابيع قليلة قبل انتخابات 26 أكتوبر 2014.
 
كاتب و ناشط سياسي
[email protected]

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ها قد عدنا لفتح المقرّات الحزبيّة المناسباتيّة للحملات الانتخابيّة ها قد عدنا لفتح المقرّات الحزبيّة المناسباتيّة للحملات الانتخابيّة



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

GMT 07:48 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

الفيس.. والكتاب!

GMT 10:48 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

الأطباء ورئيس الوزراء

GMT 10:46 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

وداعًا للشيشة!

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 17:28 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تمنعك مِن النوم ليلًا عليك الابتعاد عنها

GMT 14:54 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

السجن أربع سنوات لطالب بسبب فيديو حول الملك

GMT 07:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العقوبات الأميركية تطال وزير الداخلية الكوبي

GMT 11:15 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أولغا توكارشوك تفوز بجائزة نوبل في الآداب لعام 2018

GMT 19:09 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أجمل أساور ذهب عريضة من مجموعات مجوهرات 2020
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya