لمى أوّل فتاة تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

تستخدم المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر

لمى أوّل فتاة تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لمى أوّل فتاة تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها

الشابة الفلسطينية لمى علي
رام الله - المغرب اليوم

يبدأ الأطفال أصحاب المواهب الموسيقية في العادة, تعلّم العزف على الآلات في سنٍ مبكرة، وتنمو المواهب كلما تقدّموا في السنّ، لينتقلوا ربما إلى مرحلة الاحتراف في عزف الألحان. غير أن الشابة الفلسطينية لمى علي البالغة من العمر 20 عامًا خالفت القاعدة، فرغبتها الشديدة في تعلّم الموسيقى والعزف نقلتها إلى عالم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها.

، تنشغل الشابة ساعات طويلة داخل ورشة صغيرة في أحد أحياء مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة, لإتمام صنع أول آلة موسيقية وترية، مستخدمةً مجموعة من المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر، لتكون أول فتاة فلسطينية تمتهن حرفة صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها.

تقول لمى "بدايتي مع الموسيقى كانت قبل ثماني سنوات تقريبًا، حين التحقت كغيري من الصغار بمعهد للموسيقى لتعلّم العزف، واخترت حينها آلة الكمان لأنّي كنت أعلم أنّ صوتها من أجمل الأصوات الموسيقية وأقربها من قلوب المستمعين". وتضيف "اقتنيت في تلك الفترة آلتي الخاصّة، وتدربت عليها لفترة طويلة، ومع الزمن أصبحت دائمة التعطّل، وصرت أحتاج كثيرًا للذهاب إلى حرفيين لصيانتها. زياراتي المتكررة للورش شدّتني إلى تلك المهنة، وذات يوم تعطلت الآلة، فقررت محاولة إصلاحها ونجحت في ذلك، وهنا كانت البداية".

ودفعها شغفها بالآلات الموسيقية وبتعلّم صيانتها، إلى ملازمة مدرّس الموسيقى في مدرستها وسؤاله بشكلٍ دائم عن طريقة تصنيع الآلات والأدوات المستخدمة فيها، وفي ذلك الوقت كانت ترتاد ورشةً لأحد الصانعين في مدينة رام الله من أجل التدّرب، وبعد مدّة عرض عليها صاحب الورشة العمل لديه، لما أظهرته من قدرة وكفاءة.

*صناعة أول آلة

ذاع صيت لمى بين أصدقائها وعائلتها وعلموا أنّها بدأت تجيد صيانة الآلات، فأصبحت مقصد أصحاب الآلات المعطّلة في محيطها، مما عزز ثقتها بنفسها وبالطريق الذي تسلكه وشكل دعمًا لها، فأصبح الشغف أكبر والطموح أعلى.

و باتت الشابة بمرور الوقت تجيد التعامل مع مختلف الآلات الموسيقية، الوترية وغير الوترية، وكذلك الإلكترونية منها. وامتلكت قدرة على إصلاح أيّ عطل يواجهها في أيّ آلة. هذا الأمر حفزها بصورةٍ أكبر، فقررت أن تبدأ بشكلٍ فعلي صناعة أول آلة موسيقية، واختارت الكمان لأنّه الآلة المفضلة لديها منذ الصغر.

جمعت لمى ما تحتاج من مواد خام، وراحت تبحث في مواقع الانترنت المتخصصة، حتّى تتمكن من إتمام صناعة الآلة الأولى بشكلٍ سليم، يضاهي الآلات التي تصنعها الشركات العالمية، وهي الآن في آخر العمل وسيصبح الكمان جاهزاً في غضون أيام.

*دراسة الإعلام

و درست الشابة العشرينية الإعلام بعد اجتيازها الثانوية العامّة،  وتخرجت منه قبل وقت قصير وقالت "دراستي للإعلام ساعدتني في امتلاك بعض المعارف والمهارات التسويقية والبحثية التي أتاحت لي التسويق لذاتي ومهنتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل نجحت في لفت الأنظار".

وقالت عن تأثير المهنة التي تتوزع تفاصيلها بين نحت الخشب وتقطيعه، والرسم عليه، وكذلك ترتيب الأوتار بالصورة المناسبة، على شخصيتها، إنها" ساعدتها كثيرًا في بناء شخصيتها المستقلة، كونها من المهن النادرة محليًا، إضافة إلى أنها عرّضتها لمجموعة من مواقف النقد التي تمكنت من مواجهتها بإثبات قدرتها وخبرتها.

تكمل لمى حديثها "الأمر ليس سهلًا بالنسبة إلي، فعدا عن المشكلات المجتمعية التي أواجهها خلال العمل بسبب الصورة النمطية الذكورية السائدة محليًا، تتطلب المهنة تركيزا عاليا جدًا، كون الآلات التي أشتغل بها هي من النوع الوتري وحساسة جدًا". وتضيف: "بالنسبة إلى المواد الخام المستخدمة في الصناعة والقطع المستخدمة في الصيانة، هي غير محلية الصنع للأسف".

وتشير لمى إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقف دائمًا في طريق استيراد بعض المواد الخام المستخدمة، وهي عبارة عن خشب من النوع الصلب وخيوط للأوتار، وتأتي غالبًا من دول أوروبية. وإن دخلت تكون كلفتها مرتفعة جدًا، وهذا الأمر يسبب مشاكل عديدة.

تطمح لمى إلى السفر ودراسة علوم تصنيع الآلات بشكلٍ متخصص أكثر، والتعرف على طرق إنتاجها في مناطق مختلفة من العالم، لكي تعزّز خبرتها، وتصبح جاهزة لافتتاح أول مدرسة لتعليم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها في فلسطين.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمى أوّل فتاة تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها لمى أوّل فتاة تمتهن صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها



GMT 13:06 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل خزام يكشف عن مدى انفعالات الشاعر خلال كتابة أعماله

GMT 05:04 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

بيع جزء من درج "برج إيفل" بمزاد في باريس

GMT 05:47 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 01:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برج بيزا في إيطاليا يُقلِّص درجة انحنائه بشكل بطيء

GMT 12:50 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مسجد الحسن الثاني في المغرب تحفة معمارية إسلامية عملاقة

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 02:37 2015 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

الرَقص يحرق سعرات حرارية في الساعة أكثر من أي رياضة

GMT 02:57 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيف شخص في طنجة للاشتباه في تورّطه بقضايا سرقات

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر

GMT 02:12 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

13 سببًا لزيارة الأردن أهمهم حصونها وقلاعها التاريخية

GMT 14:21 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

"داعش" يستخدم عبوات ناسفة جديدة في الرمادي

GMT 01:40 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد عز يستعد لتصوير أحداث فيلم "يونس"

GMT 02:50 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

منزل عائلي من 4 غرف نوم للبيع مقابل 82.55 وحدة بيتكوين

GMT 13:55 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

سعيد طرابيك يحتفل بعيد ميلاد زوجته سارة طارق

GMT 14:54 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفض طلب إطلاق سراح تلميذ ورزازات وتأجيل المحاكمة

GMT 05:30 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منى أحمد تكشف عن توقعاتها للفنانين في 2017

GMT 06:55 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت موغابي الماركسي يتحول إلى ديكتاتور

GMT 21:15 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

حسنية أغادير ينهي عهد محمد فاخر
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya