أبي حقًا

أبي حقًا

المغرب اليوم -

أبي حقًا

بقلم - حيدر حسين سويري

   كُلنا يطلقُ على الرجل الذي جاء بهِ إلى عالم الدنيا اسم الأب، ونناديه بـ"أبي"، لكن الحقيقة تخبرنا بغير ذلك، فإن أبانا الحق هو الذي يُخرجنا من الدنيا إلى الحياة الحقة...
   يقول أحد الحكماء " أبي ليس الذي جاء بي إلى الدنيا، إنما أبي الذي أخرجني من الظلمات إلى النور، الذي هداني وأرشدني، وأخذ بيدي نحو العلم والفضيلة، ذلك معلمي فهو أبي حقًا "
   وقد أطلقوا على المعلم في العصور الإسلامية لقب "المؤدب" كما جاء عن رسول الله "ص"، "أدبني ربي فأحسن تأديبي" كذلك قوله"ص"، "إن الله وملائكتهُ وأهل السموات والأرض، حتى النمل في جحرها، وحتى الحوت في جوف البحر، ليصلون على معلم الناس الخير"...
   فالمعلمون صناع الحياة وقادة الشعوب، والعالمُ وما تطور، وتشكل وتصور، سواءً أمتد أو تكور، هو من صنعهم، وصنع أياديهم، بما مَنَّ الله عليهم بهذه الصفة...
كما قال الشاعر:
لولا المعلمُ ما قرأتُ كتابًا.....ولم تستطع كَتبَ الحروفِ يراعي
فبفضلهِ جِزتُ الفضاءَ مُحلقًا.....وبعلمهِ شق الظلام شعاعي
 
   نعم هذا هو المعلم والمربي، فلولاهُ ما وصل العالم البشري إلى ما وصل إليهِ، من هذا التحضر والتطور والرفاه، ولا ركب بحرًا ولا طار في سماء، ولا سُنت القوانين ولا شُرعت التشريعات، ولولاه لم يعرف الناس الحقوق والواجبات، ولم يفرقوا بين الحق والباطل، ولولاه لما سقط الجبابرة وأنتصف المظلوم، فالكلمة صنعت حياة، والمعلم هو صانع الكلمة...
   قف شامخًا في عيدكَ أيها المعلمُ المِعطاء، كطودٍ شامخٍ تشرئبُ لهُ الأعناق، فتطمحُ للوصول إليهِ، قف شامخاً تتضائل أمامك النفوسُ المريضة والحاسدة، تعلنُ إفلاسها في محاربتك، وفشلها في محاولة النيل منك، أيها الأب والمربي الفاضل.
   قبل أيام قامت نقابة المعلمين بتظاهرة سلمية أمام وزراة المال، للمطالبة بحقهم المشروع من الترفيعات والعلاوات السنوية، فتعسًا لمن أوصل المعلم لهذا الحال، وتعسًا لدولةٍ أصبح يقودها من لا يعرف قيمة المعلم، بل قد يكون من الحاقدين عليهِ...
بقي شئ...
إلى تلاميذي الأعزاء أقول: كنا تلاميذًا وكانوا معلمون وأصبحنا معلمون وصرتم تلاميذ، وستصبحون معلمون ويكونون لكم تلاميذ، وهكذا هي الرسالات تنتقل من جيلٍ إلى جيل، فكونوا خير خلفٍ لخيرِ سلف، كما كنا وكان معلمونا...
أخيرًا نبارك لكم ولنا ولهم هذا اليوم المبارك، رحم الله معلمينا الماضين وحفظ الباقين منهم وبارك لنا فيكم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبي حقًا أبي حقًا



GMT 10:27 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعــات؟!

GMT 09:27 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 09:26 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الرد على الإرهاب بالعلم والعمل

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر

GMT 10:48 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الإرشاد النفسي والتربوي

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 21:52 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

إخماد حريق شب بإحدى العمارات في الناظور

GMT 12:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

حارس نادي ميلان غابرييل فيريرا يحاول فسخ تعاقده

GMT 04:08 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

ابنة ترامب تظهر برفقة رجل غريب في طريقها إلى مارالاجو

GMT 09:18 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الأمن يحقق في سقوط بنّاء من عمارة في مدينة مراكش

GMT 14:21 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"NADA G" تقدم مجموعة مجوهرات فريدة من نوعها

GMT 17:55 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

قافلة طبية من الدار البيضاء تزور مداغ ضواحي بركان

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تروي تفاصيل زواجها مِن مسيحي ذي أصول أفريقية

GMT 00:43 2016 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إكرام بوعبيد تكشف أن "المجتمع الذكوري" رفض تقبل "الرئيسة"

GMT 18:55 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"باربي كافيه" يجمع بين المتعة والطعام الصحي في تايوان

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

بناء هيكل خيمة يشبه مستشفى تشيلسي الملكي في لندن

GMT 00:02 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لقجع يعول على دعم تونسي لهزم راوراوة

GMT 06:34 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

30 ألف طالب "كونغ فو" يلعبون في مهرجان صيني

GMT 22:15 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وزانيون متخوفون على سلامتهم من كلاب الشوارع
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya