قانون المالية بأي معنى سياسي

قانون المالية.. بأي معنى سياسي؟

المغرب اليوم -

قانون المالية بأي معنى سياسي

بقلم : عبد العالي حامي الدين

البرلمان المغربي يناقش هذه الأيام مشروع قانون المالية لسنة 2017، وهو أول قانون مالي في الولاية الحكومية الحالية، وهو الثاني في ولاية مجلس المستشارين.

هو أهم قانون في مجال السياسات العمومية وتنفيذ البرنامج الحكومي، ولذلك، فإن مناسبة مناقشته تكون فرصة للوقوف عند الإجراءات الحكومية، وفحص الاختيارات والتوجهات التي تؤطر مشروع القانون المالي وطبيعة النموذج التنموي الذي يندرج في إطاره، ونوعية القراءة التي تقدمها الحكومة للظرفية الاقتصادية، وللتطورات التي تميز المحيط الجهوي والدولي، وتأثيرها بالسلب أو بالإيجاب على الوضعية الاقتصادية والمالية للبلاد، بالإضافة إلى توقعاتها المستقبلية.

والحقيقة أن كل هذه الاعتبارات تفقد فعاليتها في ظل الشعور العام بهشاشة اللحظة السياسية التي نعيشها في المغرب، بالإضافة إلى أن مشروع قانون المالية لهذه السنة تم تصريفه في مرسومين حكوميين تم اعتمادهما من طرف حكومة تصريف الأعمال السابقة، ولذلك، فإن إحداث تغييرات جوهرية في مقتضياته يصبح بعيد المنال.

ما ينبغي التنبيه إليه هو الظرفية السياسية الاستثنائية التي يتنزل فيها، وسيكون من العبث غض الطرف عن مجموعة من الأسئلة التي تفرض نفسها على جميع الفاعلين.

هناك حاجة جدية إلى مساءلة المسار السياسي المغربي، والإجابة عن حالة القلق التي تسود وسط الرأي العام من جراء الظروف السياسية التي كانت وراء عرقلة تشكيل حكومة معبرة عن نتائج الانتخابات التشريعية ليوم السابع من أكتوبر، وباستحضار مختلف الإكراهات والتعقيدات التي طبعت المسار السياسي لتشكيل الحكومة الأخيرة، وما رافقه من معطيات سياسية صعبة، سواء قبل الانتخابات أو أثناءها، أو ما تبعها من تعثر لتشكيل الأغلبية الحكومية لمدة تزيد على الخمسة أشهر، بسبب اشتراطات تعجيزية تابع تفاصيلها اليومية الرأي العام بكل شفافية ووضوح، انتهت بإزاحة الأستاذ عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة، بعد مسار سياسي وانتخابي ناجح بجميع المقاييس.

لا بد من استحضار الأجواء الصعبة التي جرى فيها تعيين الدكتور سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة، وما رافقها من تنازلات غير قابلة للتفسير السياسي الواضح والمقنع، وذلك بسبب ضعف القراءة الدقيقة للمعطيات السياسية لدى جزء مهم من الطبقة السياسية، وعدم التقدير الجيد لعناصر القوة التي يمتلكها المجتمع.

المطلوب من كل الفاعلين السياسيين الذين يحملون مشاريع للإصلاح الديمقراطي الحقيقي، والذين يؤمنون بأن الإصلاح السياسي هو مسار طويل من العمليات المتدرجة التي لا تخلو من نتوءات وصعوبات وتراجعات مرحلية، أن يعملوا على تقييم شامل لطبيعة المرحلة السياسية التي يعيشها المغرب، مع تفكيك الأعطاب الحقيقية التي تعوق أي محاولة للتقدم الجدي في البناء الديمقراطي، في أفق صياغة برنامج جديد للإصلاحات السياسية والمؤسساتية يجيب عن الإشكاليات المؤسساتية، التي سمحت بتعطيل تشكيل حكومة سياسية لمدة نصف سنة، وإطلاق جولة جديدة من النضال الديمقراطي تزرع الأمل في الفئات الاجتماعية المختلفة التي يراد لها اليوم أن تستسلم للانتظارية القاتلة أو العدمية الفاشلة، أو فقدان الثقة في كل شيء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون المالية بأي معنى سياسي قانون المالية بأي معنى سياسي



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 09:48 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

ماريوت الرياض يحصد جائزة أفضل فندق على مستوى السعودية

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 10:50 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

محمود المليجي أنطوني كوين العرب

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

زين العبادي تتحدث عن فن "الفونغ شوي" وأهميته في المنزل

GMT 12:51 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج كايلي جينر لعام 2017 يحدد هل كنتي شقية أم لطيفة

GMT 02:05 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفالات تعم زمبابوي بعد إعلان استقالة موغابي

GMT 22:47 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حلم كأس العالم يعود يا إماراتيون

GMT 09:15 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شابة تجدل شعرها بالمقلوب لتحصل على تسريحة شعر كالسنبلة

GMT 17:07 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

انخفاض متوقع لأسعار المنازل في كوريا الجنوبية عام 2017

GMT 17:16 2014 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

كلب من نوع "بيتبول" يهاجم باحث مكلف بالإحصاء

GMT 05:50 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

المطرب يوري مرقدي يكشف عن أسباب عودته إلى التمثيل

GMT 15:35 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بنتلي بينتايجا 2016 في المغرب

GMT 05:33 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

نسخة من جيب رانجلر مقتبسة من سلسلة أفلام Star Wars
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya